تحقيقات

قرية أم دينار.. أموات ”يعيشون” بين الأحياء (فيديو وصور)

 أهالي قرية ”أم دينا
أهالي قرية ”أم دينا

«حسسونا إننا أحياء»، بهذه المقولة بدأ أهالي  قرية أم دينار التابعة لمركز منشأة القناطر في محافظة الجيزة، في سرد شكواهم وتفاصيل معاناتهم اليومية، حيث يعاني قاطني القرية من مركز الشباب الذى تحول لملتقي الخارجين علي القانون والشوارع غير الممتدة والصرف الذي أغرق المنازل ومياه الشرب الملوثة، والحياة الغير آدمية.

ويبلغ إجمالي السكان في أم دينار 15 ألف مواطن، تعيشون في انعدام تام للخدمات، بعدما تجاهل مسئولي «محافظة الجيزة» زيارتها والاهتمام بها ولو بنسبة 10% من اهتماهم بالشوارع الرئيسية التي يقع بها ديوان عام المحافظة، فبطبيعة الحال تفتقر المناطق البعيدة والموجودة بالمراكز والمدن إلى الاهتمام وكأنها خارج حدود المحافظة من الأساس، وتنعدم زيارات المسئولين لها، والتفكير في حل مشكلاتها.

«أم دينار»، تلك القرية المهمشة على مدار سنوات ، يعاني سكانها من العديد من المشاكل ، فلا يوجد صرف صحي، أو وحدة صحية، أو مدارس مناسبة، أو طرق ممهدة، أوخدمات نظافة، أو إنارة جيدة للشوارع، أو حتى جرعة ماء نظيفة آدمية يشربها الأهالي، تمتد إلى حدود تلك القرية المغلوب علي أمرها.

كاميرا "خط أحمر" والزميلة أميرة عبيد استطلعت أراء بعض السكان الموجودين بقرية أم دينار وتحدثت إليهم عن حال القرية فكانت أرائهم كالتالي :

في البداية، أحد السكان أكد على انتشار القمامة وفضلات الصرف الصحي على مساحات شاسعة من القرية، حيث أنها غطت على الرقعة الخضراء، وأحاطت بجوانب المدارس، فحولتها إلى مجرد حدودا لمقلب قمامة عمومي تطأة أقدام الأهالي، وخاصة الأطفال وذلك أثناء محاولتهم الوصول إلى داخل حرم المدارس، ووسط رائحة كريهة تزكم الأنوف، وانتشار للحشرات الناقلة.

أحد الأهالي من "السكان " قال إنهم يتعرضون يوميا إلى الموت ، بسبب رشح المياه الجوفية داخل المنازل، وهي الميتة الأكثر رحمة بمن يلقاها، بدلا من الغرق في رشاح الصرف الصحي، أو الموت بماس كهربائي نتيجة الإهمال، أو بعد الإصابة بحادث أو مرض يؤدي بحياة صاحبة قبل الوصول إلى أقرب مستشفى مركزي تساهم في إنقاذه.

وأشار "الطلاب "على انعدام الوسائل، وتردي حالة المدارس، وعجز في عدد المعلمين، وأصوات الدواب، وتطاير الحشرات، ورائحة القاذورات كلها تساهم في هدم عملية بناء «العقل السليم» لجسد أبناء القرية العليل.

بينما يقول آخر التقط طرف الحديث، حتى مركز الشباب الذي يجب أن يكون متنفسا لأهالي القرية وأبنائهم ، أصبح هو الأخر مجرد مكانا مهجورا يستغله الخارجين عن القانون في تعاطي المخدرات، وارتكاب الفواحش.

أنتظر السكان عدة سنوات لإصدار قرار برحمتهم من معاناتهم اليومية، حالمين بحياة أدمية، ناشدوا المحافظين السابقين، قائلين " حسسونا إننا أحياء"، وتظاهروا أمام بوابات ديوان المحافظة، يطالبون مؤسسات مخافظة الجيزة الخدمية بالعمل على الاهتمام بمرافق القرية ولكن لا حياة لمن تنادي ، فالمسؤولين لايعلمون شيئا عن القرية وكذلك الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة،سقط من حساباتها قرية " أم دينار " فهي لاتخرج بعيدا عن حدود الأحياء فقط، وأطلقوا ندائهم الأخير للواء أحمد راشد محافظ الجيزة، بالنزول إلى مدينة منشأة القناطر وزيارة قريتهم، ووضع حلول عاجلة لما يعانونه ولا زالوا ينتظروا من يشفق عليهم.

قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة