لم أكن أتوقع أن تثير مقالتى "عصا حسين زين" كل هذا الضجيج من رد الفعل عبر عشرات الرسائل من أصدقاء وزملاء أعزاء.. بعضهم اتفق معى وأكثرهم اعترض وبشدة.

وبداية مؤكد أشارككم الرأى أن الرجل مطلوب منه اتخاذ قرارات صعبة وعاجلة.. بداية من فتح باب الحوار واللقاء بالزملاء فى كل القطاعات والاستماع إليهم .. ومرورًا بضرورة تغيير بعض القيادات التي أثبتت فشلها في إداراتها.. ونهاية بالبحث عن حلول غير تقليدية لزيادة الموارد المالية وإعادة التأثير الوطنى والإعلامى لهذا المبنى الكبير.

ونعود إلى المقالة التى طالبت فيها بوضوح بضرورة إعمال العقل ومواجهة التحديات الحقيقية التى تهدد وجود كيان ماسبيرو بالكامل.

فقد لخص البعض مشاكلنا فى تأخر مكافأة أو علاوة أو ترقية.. ورغم أن ذلك حقُا أصيلًُا للزملاء .. وندعمهم بقوة للحصول عليه، إلا إننا تناسينا وسط هذه التفاصيل أن مبنى ماسبيرو لم يعد هو المبنى الذي كان.. فلا تأثير إعلامى قوى ولا وجود وطنى واضح ولا عائد مادى يغطى بعضا من نفقاته.. بل والأخطر أنه صار كالمتهم البريء أو الجانى بلا جريمة فلا أحد يتعاطف معه ولا يوجد من يهتم بمد يد العون له ..والأسباب التى أدت إلى ذلك كثيرة ومتعددة وليست وليدة اليوم.

وأقول ذلك بوضوح لأننا تأخرنا كثيرًا عن مواكبة العصر.. وتجاهلنا التطور المذهل الذى حدث ويحدث حولنا.. ومازلنا نعمل بعقلية ما قبل يناير.. فلا دراما مؤثرة ولا برامج مبهرة ولا قدرة حقيقية على التنافس مع كيانات أخرى بدأت وانطلقت إلى ماهو أبعد من التنافس المحلي.. رغم كل مانمتلك من عقليات متميزة وخبرات نادرة وامكانيات لا يمتلكها غيرنا.

ومن يعرفنى يثق إننى لا أقول إلا كلمة الحق ولا أكتب إلا ما اقتنع أنه فى صالح بلدى ومهنتى.. ويوما ما كتبت عن صفوت الشريف إنه أفضل وزير إعلام وقتها لأنه سبق عصره وبنى إسطورة إعلامية تليق بمصر رغم كل التحفظات على شخصه.

وكثيرا ماكتبت وقلت وطالبت الرئيس على الهواء بضرورة التدخل لإنقاذ ماسبيرو .. والمقالات والفيديوهات موجودة بعنوان (ماسبيرو يا ريس)، ولذلك فمن فهم كلامى انه دفاعا عن شخص حسين زين فأقول انها تهمه لا أنكرها.. رغم أن الرجل ليس متهما ولديه ادواته للدفاع عن نفسه اذا اراد ولا يحتاج لأحد لهذه المهمة غير المهمة.

فالواقع يقول انه تم التجديد له فى منصبه بما يعنى أن أجهزة الدولة راضية عنه وأن من اختاره مؤكد يعلم أكثر مننا انه الأفضل حاليا والانسب لهذه المرحلة، وبالتالى وجب احترام هذا القرار وفتح صفحة جديدة من التعاون لصالح كياننا الإعلامى.

ثم لنكن أكثر صراحة ونتخيل لو جاءت الدولة بغيره من خارج ماسبيرو.. ماذا كان بمقدوره ان يفعل .. وما هى الحلول العملية والواقعية لعودة ريادتنا الإعلامية دون أن يحمل الدولة أعباءً مالية فى ظروفها الحالية.

صدقونى لايوجد ما هو أسهل على أي صحفي من المعارضة الهدامة وتكسير عظام أى مسؤول وافتعال البطولات الوهمية والوقتية وهو مالا أعرفه ومالم اتعوده ولا احترمه.

فمن قرأ سطور مقالتى السابقة وفهم أنها دفاعًا عن شخص رئيس الهيئة أقول رجاءً اعد القراءة فمؤكد ستدرك ان المشكلة ليست فى أشخاص ولكنها أكبر وأعمق من ذلك بكثير .. ولا حل لها إلا بأيدينا نحن أبناء ماسبيرو بكل قطاعاته وبالتعاون بيننا لعودة التفرد والمنافسة والريادة وسأظل على يقين اننا قادرون .