فريهان طايع تكتب: هل كل الناس أذكياء أم أن كل الناس سعداء؟


الذكاء درجات لا يوجد شخص ذكي كليا، أذكى الأذكياء قد يفشلون في بعض الأشياء فلنحلل أنواع الذكاء و لنبدأ بالذكاء الاجتماعي هل كل الناس أذكياء اجتماعيا؟ الفلاسفة و كبار العلماء كانوا منعزلين عن الناس و كانوا ينظرون لناس بنظرة من عالم مثالي لا تتطابق مع نظرة المجتمع الذي تعيش فيه هذه الفئة قد كانوا علماء لكنهم فشلوا في تحقيق السعادة.
فلكي تكون ذكيا اجتماعيا يجب أن تتعلم التأقلم مع كل اللهجات و مع كل الفئات و تخاطب كل قوم بما يفهم ليس بنظرتك أنت بل بنظرة تتأقلم بها مع نظرتهم و رؤيتهم هذا هو معنى الذكاء الإجتماعي و النوع الثاني و المعقد بعض الشئ الذكاء العاطفي لكن نتخيل لبرهة أن العاطفة هي شئ عفوي يتسلل لإنسان بدون حتى استئذان ألم نتساءل لماذا هذا الشخص بالذات مع وجود الكثيرين من حولنا ؟ لماذا هو و ليس شخص آخرا ؟
البعض يطرحون هذا السؤال باطنيا يطرحونه مرارا لماذا هو رغم أنه بعيد جدا لماذا هو مع أن حولي أشخاص مميزين و ينتظرون مني فقط كلمة ؟ لماذا هو ؟
يتساءلون العديد من المرات لكن الإجابة في كل مرة قد يكون هناك من هو مميز فعلا و أفضل منه لكنه الذكاء العاطفي الذي يجعلنا نفكر في إنسان دون إنسان ليس صدفة بل كل منا يبحث عن شخص يكمل الأشياء الناقصة فينا من ينقصه الأمان سيبحث حتى بدون وعي عن شخص يوفر له الأمان و غيرها من المكملات
الذكاء العاطفي أن نبحث عن الأشخاص الذين يكملوننا و مع هذا فالكثيرون يختارون أشخاص بدون ذكاء عاطفي فيفشلون.
الذكاء العاطفي يعني التصالح مع نفسك و مع الآخرين و المواجهة بدون خوف فالذكي عاطفيا يعلم حتما ما يريد و متصالح مع نقاط ضعفه و قوته يجيد بذلك التحكم في ذاته و في ادراة عواطفه لكن ليس كل الناس أذكياء عاطفيا لذلك يفشلون في الوصول لسعادة لأن شعر الخذلان بداخلهم يحطم آمالهم و يدمر ثقتهم بأنفسهم
و ماذا عن ذكاء العلاقات و النجاح في الصعيد المهني هذا النوع بالذات ليس هينا بتاتا بل يتطلب استثمار وقت و طاقة و جهد و تكرار لأن الشرف في المحاولة و تكرارها لكن نتائجه مضمونه .
فالشخص الذكي مهنيا ذلك الذي يفكر و ينجز و يجتهد و يثابر و يبتكر و لا يرضى بالتقليد بل بالتجديد و لا يرضى أن يكون مثل الآخرين بل يختار التميز فهو حتما سينجح.
مقياس الذكاء يختلف من شخص إلى شخص،و من حالة إلى أخرى ألم يصادفنا العديد من المرات في حياتنا أشخاص أذكياء على الصعيد المهني لكنهم فشلوا في اختيار شريك حياتهم في هذه اللحظة سوف نحكم بكون هذا الشخص قد خانه ذكائه لكن ما لم نفهمه بعد أن الكمال لله لا يوجد أحد في هذه الدنيا ذكي في كل شئ و ناجح في كل شئ فما قيمة الدنيا إذا لم يشعر الإنسان بالسعادة و الحزن فشعور الحزن يولد لدينا الشعور بقيمة السعادة لحظة تواجدها.
يقول الله عز و جل "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، يعني خلقناه ليكابد ليسعى ليفشل لكنه يكابد كي ينجح ،خلقناه في كبد يعني خلقناه كي يحزن لكنه يكابد كي يصل لسعادة المنشودة ،ليكابد بمفهومها الشامل يعني أن حياة الإنسان ليست هينة بل متعبة لكنه يكابد لكي يغير حاله و وضعه.
ومن منا لا يكابد و من في هذه الحياة ذكي ذكاءا مطلق أم سعيد سعادة مطلقة فالذكي اجتماعيا ليس بالضرورة أن يملك الذكاء العاطفي أو الذكاء على الصعيد المهني لذلك فهو ليس سعيدا في كل حالاته لأن الإنسان لم يخلق كاملا بل تنقصه عدة أشياء خلال سعيه في الدنيا يحاول بعض الشئ ان يكمل الأشياء التى تنقصه لكنه لن يصل إلى السعادة بشكل مطلق و لا إلى الذكاء بشكل مطلق.
ربما قد طرحت موضوع الذكاء في علاقته بالسعادة لأن الذكاء هو من يساعدنا على إدارة الأمور و على الاختيارات الصحيحة و على النجاح و جلب المال و الوصول إلى المناصب و كسب الناس و العلاقات
لكن في الختام ليس كل الناس أذكياء في كل شيء و بالتالي ليس كل الناس سعداء في كل شيء لأن الذكاء مرتبط بالسعادة، لحظة شعور الإنسان بقيمته و ذاته و بكونه شخص يحقق ما يريده و بأنه فاعل و ليس مفعول به.