عقب سقوط نظام الإخوان الإرهابية عام 2013، وتراجع دور قناة الجزيرة القطرية في مصر، بدأ الإعلام الإخواني الأرهابي يفرز مجموعة من القنوات الفضائية تدور شبهات عديدة حول تمويلها، وذلك من أجل إيجاد دعم للجماعة الإرهابية، غير أنّ الفساد والفضائح كانا أبرز ما رافقا هذه المنابر الإعلامية التي تبث من الخارج منذ صعودها، وخاصة قناة "الشرق".

فتح الدفاتر القديمة

مجدداً، أعادت تصريحات إعلاميين عملوا في كنف قنوات الإخوان الإرهابية، الجدل إلى طبيعة ما تقوم به تلك المؤسسات من أعمال فوضوية في إطارها الإداري الخاص والعام بتوجهاتها تجاه ما يسمى "الربيع العربي"، وذلك بعد ظهور فضائح مالية منذ عام 2015، من ابتزاز وتهديد وسرقة أموال، كان بطلها رئيس حزب "غد الثورة" والمحسوب على جماعة الإخوان أيمن نور، وانتهت حملة تجاوزاته الخطيرة باعتصام للعاملين، وإعلاق للقناة.

وكان آخر ما ظهر على السطح، تصريحات الإعلامي السابق في قناة "الشرق" طارق قاسم، الذي قال خلال منشور له على صفحته بموقع فيسبوك "ليتنا ما اعتصمنا في رابعة ولا خامسة ولا غيرها من محطات الخديعة تلك، أعتذر بشدة لكل من أقنعته يوماً أن يشاركنا تلك الأوهام، وأستغفر الله عن ذلك".

كما أشار قاسم في منشوره، إلى الشباب الإعلاميين وغيرهم، الذين "أخذوا يغادرون اسطنبول وقد تحطمت أحلامهم بسبب ربيع الوهم".

وكان قاسم، بدأ عمله في قناة "مكملين" الإخوانية، قبل سنوات، بعد هروبه من مصر، ثم في قناة الشرق، وبدا واضحاً من منشوره، كم الإحباط والخديعة التي تعرض لها هو وغيره ، على يد ممثلي شعارات الكذب مثل "الثورة والحرية" و"الشرعية"، من قيادات الإخوان التي تجمعت في تركيا بعد العام 2013.

ويذكر أنّ قاسم، وصف خلال منشور سابق له على صفحته مدى صدمته بمن كان يعتبرهم قدوةً وقادةً في اسطنبول؛ إذ كتب "سفراء للحيرة، ووكلاء حصريون للكذب والتدليس والادعاء، ونخّاسون للأفكار... تجربتنا نحن من نطلق على أنفسنا ثوار. تنتهي على نحو درامي. فضائح من كل لون و جرس من كل نوع . نصب و سرقة و أكل حقوق".

ولعل تصريحات قاسم، لم تكن معزولة عن غيرها؛ حيث شهد يوم الرابع من الشهر نفسه، منشوراً بموقع فيسبوك للإعلامية السابقة في قناة الشرق "صفية سري"، التي قالت بدورها "يسألون.. ويندهشون.. وفي نهاية الأمر يلمحون أني من فريق "الشيطان الأخرس" الساكت عن الحق.. تمام.. فقط أسألكم.. عن ماذا تريدوني أن أتحدث؟.. عن جريمة خطفي وضربي أثناء عملي بقناة الشرق ولم يساندني "بني آدم واحد" من إدارة هذه القناة.. ولا من المعارضة الموجودة في إسطنبول بشنباتها ورجالها وإسلامييها".

وتضيف سري " أتحدث عن دفعي ثمن رفضى لمسرحية بيع أسهم قناة الشرق فى ظل الإدارة السابقة والتى جنوا من ورائها مئات الآلاف من الدولارات بعد أن خدعوا الناس بأسماء وصور الشهداء وتاجروا بهم تجارة رخيصة خسيسة.. وأبطال المسرحية مازالوا يبيعون الوهم للناس".