من أكثر الأمور الملفتة والتي لم أكن أتوقعها ظهور النجم العالمي فان دام في إحدي الإعلانات لشركة من شركات المحمول في مشهد ساخر أمام محمد رمضان ويظهر فيه فان دام في بعض اللقطات وهو مهزوم في العراك أمام محمد رمضان .

كيف أقنعت الشركة المنتجة للإعلان نجم عالمي بحجم فان دام بالظهور بهذه الصورة في مصر والعالم العربي ، علي الرغم من أنه استمر لسنوات طويلة يتربع علي عرش البطولة في أدوار الأكشن والتدريب الرياضي والعراك، تربت أجيال بأكملها وفِي مخيلتها صورة لشخصية فان دام القاهر الذي لا يقهره أحد.

أمر مثير للتساؤل وقوف هذا النجم أمام محمد رمضان بهذه الصورة علي الرغم من عدم شهرة رمضان في هذا المجال ، وأقصد بالتحديد شهرته كبطل أكشن من الدرجة الأولي، ربما اشتهر بأدوار أخري مختلفة منها الكوميدي ومنها التراجيدي ولَم يتطرق لأفلام قتالية تعتمد علي بنيان الجسد والقوة الناتجة عن تدريب طويل كبطل مصارع أو متقن لإحدي الفنون القتالية باحتراف.

أتفهم فكرة الإعلان بظهور بطل اشتهر في العالم أسره بأنه لا يُقهر مهزوم أمام محمد رمضان الذي يمثل هنا الشركة المعلنة كنوع من إثبات قوة الشركة وقدرتها الجبارة علي التحدي حتي أمام أبطال ورموز العالم في القوة والقتال ،ولكن الحديث هنا عن فان دام نفسه كيف استطاع الظهور بهذه الصورة التي تسئ إلي تاريخه إساءة واضحة لم تحدث من قبل .

ربما لم أشاهد له سوي فيلم واحد تقريباً علي حد معلوماتي في هذا المجال تعارك فيه فان دام أمام سيلفستر ستالون، وانتصر فيه الأخير عليه، ولأول مرة يظهر فيها فان دام في دور القوي الشرير وذلك بالنسبة لمشاهداتي السابقة لأعماله، ولَم أتابع له عمل غيره ظهر فيه بهذه الصورة، وأقصد بالتحديد أحد أجزاء فيلم the expendables.

من الصعب تقبل تغيير صورة حُفِرت في الأذهان لشخص عاش حياته يحاول الوصول إلي النجاح والتميز في تخصصه ، وخصوصاً أنه لم يكن من قبل نجم من نجوم الكوميديا ، أو نجم متنوع الأدوار يوم منتصر ويوم مهزوم، الإعلان يثير الشفقة علي تاريخ طويل لرجل عاش حياته المهنية يرسخ في عقول مشاهديه صورة محددة للبطولة والقوة، ويزلزل صورته بعد تاريخ شاق في مجال الأفلام القتالية.

بالتأكيد كان العرض مغري لفان دام بصورة جعلته يتناسي تاريخه ويقبل بالظهور بهذا الشكل، ربما يكون المقابل المادي كبير ويحتاجه في هذه المرحلة العمرية، وربما أقنعوه بأنه إعلان كوميدي سوف يزيد شعبيته في مصر والعالم العربي، ولكن مع الأسف أساء الاختيار، وراهن دون أن يدري بتاريخ طويل من العمل الجاد والبطولي بمهزلة كوميدية أمام محمد رمضان.

مهما كانت المغريات حاول أن تحافظ علي صورتك، التغيير المفاجئ يصدم الآخرين، ويثير الشفقة علي فاعله، جهد طويل وعمل شاق لا يمكن التضحية به في آخر العمر مهما كان المقابل، يجب دراسة عواقب الأمور قبل الموافقة علي الدخول في عمل يشوه الماضي ويثير غضب قاعدة جماهيرية عالمية كبيرة.