خط أحمر
الإثنين، 21 أبريل 2025 08:59 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

نيفين منصور تكتب: العقل بين العجز والإبداع

خط أحمر

خلق المولي عز وجل العقل للإنسان وميزه به ، ليس فقط ليميز بين الحق والباطل، ويهتدي لسبيل الرشاد، إنما خلق العقل للإبداع، فجميع الإختراعات التي ساعدتنا علي التعايش علي الأرض كانت نتيجة تدقيق وتجربة ثم إبداع، وكما قيل من قبل الحاجة أم الإختراع، ففي البداية كانت الحياة بكر كحياة البرية،، يحاول فيها الإنسان أن يغطي إحتياجاته الأساسية من المأكل والمشرب والملبس، ثم اتجه إلي إنتاج ما يحتاج إليه للتعايش ، حتي وصلنا إلي العصر الحديث الذي هو في الحقيقة نتاج فكر عصور سابقة لعقول مبدعة، راقبت بدقة ما نحتاجه وجرّبت ثم أعادت التجربة حتي وصل الحال لما هو عليه الآن من تقدم وإزدهار.

إذا دققت النظر في المجالات المختلفة تجد أن لكل مجال مبدعيه ومن برع فيه ، ومن يحاول أن يبدع وما زال يحاول ، المهم هو البداية، البداية في التفكير والتخطيط ووضع الهدف المحدد والسعي للوصول إليه، وقد نفاجأ في تلك الرحلة أننا وصلنا إلي إكتشافات لم تكن في الحسبان ولَم نسعي إليها إنما هي نتاج الخبرات المتراكمة من التجارب المتعددة، وقد نطور إبداعاتنا ونسعي لتحسينها وفقاً لما نلاحظه من متابعتها متابعة دقيقة ودراسة إيجابيات وسلبيات كل إبداع منهم.

خلق المولي عز وجل المرض وترك للإنسان الفرصة الكاملة للسعي وراء حل لغزه وإيجاد العلاج المناسب ، وبالفعل، توصلت العقول المفكرة إلي حلول بعض الألغاز ولَم تصل حتي الآن إلي حلول البعض الآخر ، ولكل تجربة من تلك التجارب هدف وسبب ، كأن الله يرشدنا إلي العلم والفن والأدب بكل فروعهم حتي نستطيع تعمير الأرض والوصول إلي مفاتيح الحقيقة بأن لهذه الأرض ولهذا الكون إله واحد يتحكم بدقة في كل المعطيات ويراقب أفعالنا.

يهب الله البعض القدرة علي الإبداع في إحدي المجالات ويراقب أفعاله، هل يمضي قدماً لاستخدام عقله المفكر فيما ينفع غيره من مخلوقات، بشرية كانت أم حيوانية أم وجود كوني كطبقات السماوات والأرض والجبال والكواكب والمجرات، أم تتحول أداة الإبداع إلي التخريب والتدمير والسيطرة بهدف الانفراد بالحكم علي أرض لها صاحب وحاكم ولَم تُخْلق هباءاً دون سبب؟

هنا تحتار العقول بين العجز والإبداع، فمهما وصل العقل المفكر إلي هدفه أو مبتغاه يظل عاجزاً في الوصول إلي غيره، حتي يلهمه المولي عز وجل مفتاح حل اللغز ، ويضع أمامه الإختيار،، قد نستخدم علي سبيل المثال الطاقة النووية للتعمير،، وقد يستخدمها غيرنا للتدمير والخراب والسيطرة، هكذا تقاس الأمور، كيف توظف عقلك وإبداعك، هل تستخدمه في خير يُنتَفع به أم تستخدمه في شر يدمر غيرك، وكل يحمل عمله ويمضي بسنته التي سنّها علي الأرض إما لأعلي السماوات حيث يجازي علي ما أبدع فيه ونفع غيره، أو يحمله ليهبط به إلي أعماق الأرضين السبع حيث الهلاك والعذاب، ويدفع ثمن كل من سن سنته من بعده.

النِعَم علي قدر كونها نِعَم قد تنفع وتُجازي عليها خيراً قد تصبح نِقَم علي صاحبها، سبحان من خلق العقول، وعلّمَها الإبداع ومن بعد إبداع عجز ، وشعور بقلة الحيلة، حتي نقتنع جميعاً أننا مهما أبدعنا سنظل عاجزين، ومهما ابتكرنا، سنظل جاهلين، وكلما اقتربنا من الحقيقة، كلما علمنا قدر ضعفنا وقلة حيلتنا، وقد نبهنا المولي عز وجل إلي ذلك حيث قال في كتابه الكريم وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [ آل عمران : 7] وهذه الآية تشرح شرحاً وافياً مفهوم العجز الذي يشعر به العقل رغم العلم والإبداع حيث يكتشف العالِم الحق أنه مهما أبدع لن يصل إلي السر الإلهي فيؤمن بالمولي عز وجل ويخشاه أو يتملكه الغرور والتكبر فيكفر ويفشل ويخسر الآخرة، فالعاِلم الحق هو من يصل به علمه وإبداعه وعجزه إلي حقيقة واحدة ، أن هناك علاّم للغيوب خالق للكون فيخشاه ويقدره ويؤمن به ،يقول المولي عز وجل : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} ،اَللّٰهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُوْلُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَمِنَ الْيَقِيْنِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَآئِبَ الدُّنْيَا.

نيفين منصور العقل بين العجز والإبداع خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة