أحمد أبو خليل يكتب: صلاح دياب.. تاريخ من المتاجرة بالوطن-١


تابعت علي مدار الأيام الماضية ما أثارته المقالات المنشورة بصحيفة المصري اليوم عن سيناء والموقعة باسم "نيوتن" والذي ظل اسمه الحقيقي مجهول لدي الغالبية قبل أن يضطر رئيس تحرير الصحيفة للكشف عنه بعد الضجة التي أحدثتها تلك المقالات وذهب الكثير إليّ اتهام نيوتن بالخيانة وذهب البعض إليّ مناقشة الفكرة التي طرحها بعيدا عن التخوين بحجة أن الفكرة لا تدحضها سوي فكرة مثلها،وتلك رؤية أنا شخصيا أؤمن بها.
ولكن دحض فكرة بأخري لا يكون إلا مع الأفكار السوية حتي وإن بدت تغرد خارج السرب اما وأن الفكرة التي طرحها (نيوتن ) سابقا
(صلاح دياب ) حاليا يبدو فيها الخبث واضحا وجليا مع سبق الإصرار والترصد فلا مجال لمناقشتها وبالرغم عن ذلك سأفتدي الأسباب التي دعتني لوصفها بالخبيث.
بدأ الرجل أولي مقالاته الستة عن سيناء بمقال يحمل عنوان "استحداث وظيفة" دعا من خلاله لطرح وظيفة يسمي شاغلها باسم "حاكم سيناء" يكون له الحق في اختيار نظام الحكم المحلي"للأقليم" علي حد وصفه ثم يمكن أن نطبق الفكرة تباعا بمحافظات أخري.. يالها من فكرة شيطانية.
يريد الرجل أن تصبح سيناء "أقليما" ذا حكما منفصل عن الدولة الموحدة من قديم الأزل ثم نطبق ذلك علي عدد أخر من المحافظات وبالطبع أستطيع أن أتوقع ان المحافظات التالية ستكون محافظات حدودية وأغفل رجل الأعمال(صلاح دياب ) الحليف الزراعي الأكبر للكيان الصهيوني وتلك مسألة سنوردها بالتفصيل في مقالات أخري.
لم يذكر الرجل ماذا سنفعل إذا ما ظهر في الأقليم المزمع حركة انفصالية علي غرار حركة "أيتا" التي تريد منذ عقود الأنفصال بأقليم (الباسك ) عن أسبانيا فتكون بذلك أشد وطأة من الإرهابين المتواجدين حاليا بسيناء لأنها بالطبع ستجد تأييدا واعترافا من دول خارجية تسعي بكل قوتها لفصل سيناء عن مصر.
لم يكتفي هذا (الدياب ) بذلك المقال بل أسهب في مقالين متتاليين بعرض بعض الرسائل التي وصلته علي حد زعمه مؤيدة لما ذكره بالمقال الأول وكأنه بذلك يسوق لفكرته بوجود مؤيدين لها فكان أخطرها ما جاء بالمقال الثالث بتاريخ ١٤/٤ من أن التنمية التي أحدثها"الكيان الصهيوني" بسيناء أثناء اقتطاعه لها لمدة ست سنوات تفوق ما فعلته مصر عبر آلاف السنين.
لاحظ هنا عزيزي القارئ لفظ ( اقتطاع ) صحيح أن اللفظ يعني في اللغة العربية فصل قطعة من شئ لغير مالكه لكنه يبقي أخف وطأة من لفظ "احتلال" وهو الوصف الأدق لاعتداء دولة علي أخري ولا أستطيع هنا أن افترض حسن النية لأنه وإن كان اللفظ استخدمه أحد القرّاء في رسالة التأيد المزمعة لما كان يجب أن يمر من بين يدي (صلاح دياب ) ولا من بين يدي أحد كتابه الذين يسخرهم لصياغة أفكاره كما اعترف ( عبد اللطيف المناوي ) خلال مداخلته بأحد البرامج التلفزيونية.
أما موضوع التنمية ذاته فلا أري ردا أبلغ من ذلك الذي رأيناه واستمعنا له خلال افتتاح الرئيس (السيسي ) لعددت من المشروعات القومية شرق قناة السويس.. وللحديث بقية