أحمد أبو خليل يكتب: كورونا والمقاومة الشعبية


نتذكر جميعا ما كان يحدث إبان ثورة (٢٥ يناير ) من لجان شعبية في أنحاء البلاد وكيف كان يتكاتف أبناء كل شارع وحارة مع بعضهم البعض لتكوين جبهة صلبة للزود عن "حيهم" ضد الخطر الذي قد يأتيهم من حيث لا يعلمون مما وفر جزءا كبيرا من الأمن الذي كان مفقودا في ذلك الوقت.
بنفس تلك الروح التي لا اعتقد أنها موجودة في أي من بلدان العالم سوي في مصر قام شاب بمنطقة (١٥ مايو) يدعي "حمادة مصري" الذي يبدو أن له من أسمه نصيب ومعه مجموعة من شباب المنطقة بطرح مبادرة تحت أسم "هنكمل بعض" لمساعدة أهالي الحي خاصة كبار السن منهم لتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة وأيضا توصيلها للمنازل لمنع التكدس حفاظا علي الناس من الأختلاط ببعضهم البعض في محاولة منهم للسيطرة علي جشع بعض التجار الذين استغلوا أزمة فيروس كورونا ولم يتردد أحد رجال الأعمال ويدعي (عيد حماد ) في تبني مبادرتهم وتوفير ما يحتاجونه للمساهمة في رفع معاناة أهالي (١٥مايو ) في تلك المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد ولم يكتفوا بذلك بل اعدوا وجبات لعمال اليومية نظرا للظروف الاقتصادية التي يمرون بها في ظل عدم وجود أعمال لهم في تلك المرحلة التي تتطلب منا التكاتف جميعا لعبورها سويا بكل الحب.
وبالمناسبة فأنا لا أعرف رجل الأعمال هذا ولا أنا من تلك المنطقة وليس لدي أي أعمال سوي مهنتي التي أعمل بها منذ عشرون عاما وهي الصحافة والإعلام لكن ما جعلني أكتب عن تلك المبادرة وأسماء بعض القائمين عليها هي تلك الأرقام التي أعلنتها وزيرة التضامن (نيفين القباج ) والخاصة بتبرعات نجوم الفن والرياضة التي تخطت بالكاد مبلغ المليون ونصف المليون جنيه ،صدمني الرقم فقررت أن اتحدث عن النجوم الحقيقين الذين يعملون في صمت دون ضجة إعلامية .
فقط يريدون أن يقفوا جوار وطنهم وأهاليهم في محنة يختبربها الله النفوس فَلَو أن كل رجل أعمال بكل حي استعان بمجموعة من الشباب وقاموا بمثل تلك المبادرة سنساعد جميعنا الدولة في اداراتها للأزمة ونحن نري جميعا ما تقوم به كل الأجهزة من مجهود جبار .
تلك الأمثلة هي من يجب علينا تسليط الضوء عليهم وليسوا أشباه المواهب من الفنانين والرياضيين الذين أكلوا خير هذا البلد ثم يلقون إليه بفتات الفتات ورغم من ذلك يتصدرون المشهد وكأنهم تبرعوا بأموالهم كاملة فتحية من القلب لمبادرة هنكمل بعض والقائمين عليها.