الحسيني الكارم يكتب: ڤيروس كرونا والتغير المطلوب وكشف المستور


مصطلحات "التغير"، و"التقدم"، و"التطور"، و "النمو" كلهم نتكلم بها، و نتحدث عنها، وفيها، و لابد منهم، وكى نصل للتغير المطلوب، أو "إيرادة التغير" ؛ هناك مفاهيم، وقيم، وآليات معينة؛ يجب معرفتها، وتداركها، محاولين تغير المفاهيم المتوارثة لدينا كالمجتمع، ومن أبرزها:
1. توحيد مفهوم "المصلحه العامة" و"الخاصة " كى تصبح (مصلحة كلية شاملة).
2. البعد عن مفاهيم "الزهو"، و "التباهي "، و "التفاخر" ، وتغيرها.
3. لابد أن نميز بين المصلحة العامة، والخاصة، وأن نوحد الفكر ، والمفهوم، وأن نعمل بمفهوم واحد مثلًا.
وفى ظل الآزمة الحالية " فيروس كورونا" نجد أن معظم الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، وباقي الأطقم المساعده لهم؛ يعملون بكل كفاءة، وجهد ، ولا يوجد فرق بين مريض في مستشفي عام، أو في عيادة خاصة، أو مستشفي خاص، وذلك لأن من المصلحة العامة الان هو عبور هذه الأزمة.
ومن هنا توحدت المصلحه العامة مع الخاصة، واصبحت شئ واحد....
هنا نسأل أنفسنا... لماذا لا يكون الطبع ، والسلوك العام هو توحيد المصلحتين كى تصبح مصلحة واحدة في كل أعمالنا، وسلوكياتنا ... الطبيب في عمله، والتاجر، والصيدلي في مجاله ، والمدرس لتلاميذه في المدرسة، الكل يعمل للمصلحة العامة، ويجعلها فى المقدمة للمجتمع ، والوطن .
ولو كل فرد فكر في مصلحته الشخصية وأعطي لها الأولوية؛ ماكان هناك رجال جيش، ولا شرطة قدموا مصلحة الوطن، والمجتمع الأولوية.
ومن أمثلة الشرفاء أيضاً مثل رجال الجيش، والشرطة هم فئة الأطباء، ومعاونيهم حيث يعدوا من الفئات الوطنية من أجل اجتياز هذه الفترة العصيبة التى تمر بها مصر.
والكل يعمل من أجل مصلحة كبرى وهي توحيد المصلحتين العامة، والخاصة، وتكون المصلحة الشخصية متضمنة في المصلحة الكلية، ومنبثقة من المصلحة العامة.
يجب البعد عن سلوكيين الأول هو الأنا، والفكر في الذات فقط، ولو فكرنا قليلاً بأنك لا تعيش فى هذا المجتمع بمفردك بل لك أخ ، أو أخت، أو أولاد، ومن المؤكد أنك سوف تكون أسرة في يوم من الأيام، أو ظرف ما؟ سوف يحتاجون عونًا من شخص آخر في مجال مختلف ليس من الضرورى أن يكون من مجالك فهل توافق علي تغلب المصلحة الشخصية علي مصلحتهم ؟ بالطبع لا.
أما السلوك الثانى هو البعد عن الزهو، والتفاخر، والتباهي.... نعم فهى تمثل عادات توارثت من جيل لآخر، التباهي، والزهو يعنى "بانا مين؟" أو "ابن مين".. أما التفاخر فى هذه الآزمة هو امتلاكك لمكان ما، أو قمت بدور ما ليس من حقك ، ومثال لذلك من خلال كم المشتريات، وتخزينها، أو شرائها بأي سعر مخالف لسعرها الفعلي الطبيعي ؛ لكن هو حب التباهي، والتفاخر ، والاقتناء.
وأخيرًا..
لو أراد المجتمع التغير، والتطور، والنمو لابد من معالجة هذين السببين لأن بتغير مفهومهم لدي أولادنا وشبابنا سوف تتغير عادات، وثقافات ، وسلوكيات كثيرة بالفعل...
وتذكر : تصرفاتك وسلوكك مرايه لبيتك واسرتك وتربيتك.. وكما قال الله تعالى "لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم".