أيمن محفوظ يكتب: أخوات في زمن الكورونا


الكرونا حديث العصر الشبح الذي هز ممالك العالم وارعب كل القوة الجبارة في الدنيا البعض وصفه بالبلاء أو الابتلاء وآخرين وصفوه بجند من جنود الله سلط علي الطغاه وكذلك المؤمنين ليعلوا الرجاء والدعاء للآله الحي القيوم.
ولكن بعيدا عن طبيعة هذا الكرونا فقد حول بيوت العالم إلى زنانين وأنت نفسك السجان رغم أنك بالفعل المسجون وهذا تطبيقا لتعليمات السلامة ان تلزم بيتك وبالطبع في البيت الواحد أصبح كل فرد بغرفته منعزل مع التكنولوجيا سواء كانت موبيل أو تلفاز أو كمبيوتر وغيرها الجميع أصبح معزول وكان الفيرس اللعين قد حول بيوتنا إلى قبور كل شخص في لحدة منعزل.
فمن اليوم يفكر في صله الرحم فقد جاءت الكرونا لتعزز حجج انعدام التواصل الحقيقي بين الأخوات صلة الرحم فضيلة نزعناها من حساباتنا والاعذار جاهزة الانشغال باللهث علة لقمة العيش والاكتفاء بتعليق أو لايك علي مواقع التواصل و كان الأمر بهذا قد انتهي وقدمنا كل واجباتنا تجاه أفراد عائلتنا واليوم الكورونا عززت فكرة البعد عن بعضنا .
فلنبعد ولنبعد أكثر وسنتعود علي البعد فقد منعتنا الكورونا من الأحضان وتقبيل أصحابنا بل أصبح السلام باليد من المحرمات فإلي أين سنصل بعد أن منعتنا الأوبئه والتكنولوجيا من حميمية اللقاء وأن لا نصل رحمنا وبعد انحصار كورونا سنتعود علي البعد عن بعضنا أكثر انتظارا لحجة جديدة إلي مزيدا من البعد وسيحيا الإنسان في عالم به سبعة مليارات نسمة ولكن كل شخص سيعيش وحيدا وسيكون لكل فرد عالم خاص به وستنتهي شيئا فشيئا مشاعر الصداقة والأخوة إلي مجرد لايك في العالم الافتراضي الكاذب.