خط أحمر
الإثنين، 21 أبريل 2025 09:03 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: مي خرسيتي.. الأمريكية المصرية

خط أحمر

تابعت بإهتمام بالغ شأن العديد من المصريين، الفيديو المتلفز للفتاة المصرية الأمريكية مي خرسيتي وهى تخاطب جموع الشعب المصري، وتتحدث بانفعال يغلب عليه البكاء، ممسكة في أحد يديها بالقرآن الكريم، وتتلوا على مسامعنا أحد الآيات بلغة عربية متكسرة، وفي اليد الأخرى الباسبور الأمريكي ، و تعطي جموع المصريين درسا دينيا في معنى بعض آيات القرآن الكريم و تؤكد علينا ضرورة الوعي والمعرفة والإدراك بأن الموت أمر حتمي حتى لو كنا في بروج مشيدة، وكأننا من أهل الكهف وليس لنا أدنى دراية بأمور ديننا وبديهياته( الموت كاس)...والذي دفعني لكتابة هذا البوست عدة اعتبارات

الأول..

إن هذا الفيديو حاز نسبة مشاهدة كبيرة ، مما يعني أن الفيديو احتل مساحة من الإهتمام والمتابعة الجماهيرية وصلت به إلى حد الترند... وهذا أمر لابد من إخضاعه للتفسير والتحليل، لأن الإنتشار الرهيب لمثل هذه الفيديوهات، يعد أحد مصادر تشكيل الرأي العام ، وتحديد ملامح اتجاهاته ومن ثم تصرفاته وسلوكياته.

الثاني...

وقت ظهور وبث الفيديو والذي جاء مباشرة وبشكل لافت للنظر، عقب حزمة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية منذ يومين، والتي تعد بكل المقاييس طفرة ايجابية في معالجة الأزمات، لم نشهدها عبر كافة مراحل السلطة السابقة، تخطيطا وتنفيذا ومتابعة ، و بالتالي فان بث الفيديو في هذا التوقيت بالذات قد ينطوي على دلالات لا يخطئها العقل الواعي.

الثالث..

إن الصورة النمطية الذهنية في عقول المصريين، تشير إلى ثمة ربط بين الحديث عن القرآن وتفسيره وبين صورة رجال الدين والمعنيين بدراسته، من المشايخ ومن شابههم، وفجأة يطالعنا الفيديو بفتاة جميله في بداية ريعان الحياة ، قضت كل عمرها في امريكا، (تعليم و تنشئة)، تتحدث بلغة القران وبعض اياته، وتدعو المصريين الى ضرورة تذكر احد ايات القرآن الكريم، وانهم سيموتون حتما، مهما فعلوا... ان هذا التحول الخطير في تغيير الصورة النمطية لمصدر الإلقاء يعد مدخلا جديدا ، لم يألفه المصريين من قبل، مما أدى بدورة إلى اتساع حدة الاندهاش والغرابة، ومن ثم كثافة المشاهدة والمتابعة الجماهيرية.

بعد استعراض المقدمات الثلاثة السابقة يأتي دور تحليل الدلالات الكامنة وراء الرسالة المتلفزه.

أولا... خاطبت صاحبة الرسالة مي خرسيتي المصريين والدموع تترقرق في عينيها، وبدت مهزوزة نفسيا وانفعاليا، على ما يبدو أن اتقانها للدور المرسوم لها جانبه الصواب، وصفت المصريين انهم اصحاب نخوه، السؤال من اين عرفتي يافتاه..بان المصريين أصحاب نخوه، وانت أمريكية المولد والنشأة والتعليم والمهنة، تتعلمون لماذا بدأت بهذا المدخل الايجابي والذي يتسم بالمح، لأنها تعرف الطابع القومي للمصريين من حيث غلبة الانفعالات والعواطف عليهم في أصدقائهم للأحكام، فاهمة ونواهيه قوي قوي ، ثم أعقب مدخلها للمصريين بوصلة روح كأنها تعيش معنا في بيت تحت بخير سلم في حارة سد، عندما عتبت ولامت على المصريين ، بأن ما يفعلونه من إجراءات وقائية لمواجهة كورونا من حيث ارتدائهم للكمامات، واستخدامهم للمطهرات ،يعد شيئا سخيفا وعار عليهم، فهم رجال والإجراءات دي تجعلهم رجال نواعم، حيث قالت ان تربية المصريين منذ نعومة أظافرهم وسط غازات عودم السيارات، وكأنما تريد أن تقول لهم، اخشوشنوا يارجال مصر، فإن ماتتهافتون عليه الآن من إجراءات احترازية، إنما هو سمة من سمات النعومة والرفاهية، التي لم يشبوا عليها إبان مراحل تربيتهم، و تناست صاحبة الفيديو ان تلك الإجراءات وغيرها، تمثل الحد الأدنى من الإجراءات الوقائية الاحترازية بالمقارنة بأي دولة أوروبية وليس أمريكا فقط... ان توجيه رسالة بهذه الكيفية ينطوي على دلالات خطيره، أنتم كده كده هتموتوا بنص الآية التي عرضتها من القرآن الكريم ، يبقى ايه لازمة الإجراءات دي، والغريب اننا لم نجد رد شافي وعافي ممن يطلق عليهم رجال الدين، لكي يفسروا الآية التي عرضتها الفتاة الموتورة ومدى إتفاقها أو اختلافها مع الإجراءات الرامية إلى حفظ الإنسان من التهلكه والحفاظ على حياته،

ثانيا...

إذا كانت الفتاة المصرية الأمريكية، ترى أن النظام الأمريكي هو أفسد الأنظمة، فلماذا لم تتوجه بخطابها هذا للإدارة الأمريكية والرأي العام الأمريكي وتطلب مقابلة البلطجي الأعظم وتقول له لماذا تتخذ إجراءات احترازية في جميع ولاياتك الامريكية، ،و اعتقد أن هوامش الحرية هناك قد تسمح بذلك، والتفسير بشكل أوضح اشمعنى في الوقت ده ، وأنت تربية أصيلة لهذا المجتمع الأمريكي بدأتي في الحنين والحب لأهلك و ناسك المصريين كما عبرتي بلغة الانفعال المبالغ فيه؟

لا نملك حيال كل ما سبق سوى القول بأن مثل هذه الفيديوهات ومثيلاتها قد تتضمن أفكار ومعاني ودلالات، لابد أن نفطن إليها ونحن نتعاطاها بالمشاهدة، فلعبة الإعلام ورسم الصور الذهنية والتأثير على وعي الراي العام، يعد علما كبيرا، نحن ابعد مايكون عن فهمه واستيعابه، الا فقط بين اوراق الكتب والمكتبات والمحاضرات فقط..

استقيموا يرحمنا و يرحمكم الله

مجرد خاطرة

الدكتور فتحي الشرقاوي مي خرسيتي الأمريكية المصرية خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة