في وسائل الإعلام المرئية و المكتوبة يتظاهرون بسلسلة لا تحصى من النجاحات في البزنس في عالم الأعمال ،يتظاهرون بقيم و مبادئ لا تمثلهم وهم أبعد ما يكونون عن الأخلاق و الشهامة فيقولون ملا يفعلون و لا يلتزمون غير بأسلوب المراوغة و الكذب في كل شئ حتى في أبسط التفاصيل و يعتمدون أسلوب الديكتاتورية و التسلط و يعتقدون أنه لا يوجد أحد في هذه الحياة بإمكانه أن يقف في وجوههم.

وماذا عن هذا الشخص الذي يرفض الانحناء الذي يرفض التسلط الذي يرفض أسلوب التحكم ؟

هل النجاح لا يعلم الإنسان الثقافة؟ ،ثقافة الهدوء ،ثقافة التعامل بحكمة و ليس بدكتاتورية وحده الله من يقول كن فيكون و ليس الانسان الضعيف فلن يكون له شئ مثلما يريد.

الناجح النرجسي يفقد الكثير سوف ينجح في مجاله لكنه سيفشل حتما في محيطه الاجتماعي سوف يخسر الكثير، هؤلاء الأصناف  يخسرون كل يوم بسبب كبرهم و جحودهم يخسرون الحب و الود و كل شيء جميل في الحياة حتى السعادة لأنهم أعداء لنفسهم و الآخرين ثم يجدون أنفسهم يعيشون الوحدة بكل تفاصيلها و يموتون أيضا و هم بمفردهم.

ماذا عن الثري الذي أصبح ثريا بعد فقره الذي انقلب حاله من حال لم يكون يتوقعها أليس من المفترض في هذه الحالة أن يشكر الله و يحمده و يتذكر الحال الذي كان عليه أم أن غروره قد اعماه ؟

كم صار العالم ملئ بعدد لا يحصى من المعقدين بإسم النجاح يعتقدون أنهم قد وصلوا للقمة و هم لا شيء حتى أمام أنفسهم جبناء و ضعفاء لأقصى حد لكنهم يبرورن أنهم حققوا النجاح لكن النجاح لم يكون يوم مال و لا مناصب بدون أي قيمة معنوية .

النجاح هو الرضا هو تصالح الإنسان مع نفسه و مع الآخرين ، الناجح هو من ينجح في كل المجالات بحيث يكون معتدل و ليس ناجح في مجال الأعمال و فاشل حتى في حسن التصرف و الحكمة.

النجاح يعلم الإنسان الصدق لأنه لا يوجد أي شئ يدفعه لتزييف الحقائق، الناجح هو من يدعم كل شخص يريد النجاح و ليس من يقف عائق أمام أحد بسبب غروره، فكم جميل أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك و ليس أن تكون عدو للنجاح بحجج تافهة لا تعكس غير تفكير سطحي راديكالي و مريض معقد.

الناجح هو ذلك الذي يكون متسامح ،هادئ ،يقبل النقاش و ليس ذلك، المتعصب الذي لا يرى في العالم غير نفسه و أفكاره و حاله يشبه في نهاية المطاف حال شهريار الذي أدى به حب العظمة إلى الجنون  فحبه لسيطرة افقده حتى القدرة على السيطرة على نفسه و على عقله.

فلكونك ناجح فلن تحاول السيطرة و لا التحكم بل ستجيد كسب الناس بأسلوب ذكي و حكيم، هذا هو طريق النجاح و ليس أسلوب السيطرة لأنه إن عبر على شئ فهو يعبر عن شئ واحد و هو فشل صاحبه و هو ما يفسر فشل الكثيرين من أصحاب المناصب في النجاح في حياتهم الإجتماعية و مع ذويهم لأن نجاحهم في حياتهم العملية أعمى بصيرتهم و جعلهم يعتقدون أن كل الأمور سوف تنجح بذات الطريقة.

فالحياة العملية لا تشبه الحياة الاجتماعية و هذا ما قد فشلوا في فهمه فاضاعوا حياتهم و خسروا الكثير من السعادة.