حين يصاب القلب بمشاعر الإعجاب، مع مرور الوقت، يمكن أن تتطور هذه المشاعر للحب ويمكن أن يتطور هذا الحب إلي العشق، وحينها يصبح المحب شاعراً يقول أحلى كلمات الغزل، وأرقها، وهي من أجمل الحالات التي يمر بها أيّ إنسان، وتحديداً إذا كانت كلمات صادقة، ومعبرة، وعميقة.

دعوني أقول لكم أن الحب يهبط على الرجل أوالمرأة في لحظة مملوءة بالسكون والإعجاب ووقتها يتحول المحب لمترجم لقصائد العشق وبكل اللغات، ويدونها في كل الأ‌ساطير والحكايات،وكأنها ثورة حروف وكلمات، تسطر رواية عشق بلا‌ أكاذيب أوخرافات، وعلى دقات قلب المحب يغفو الحنين، ويبات في حبه، فلايعرف المحب هزيمة ولا‌ يرفع الرايات، ويفعل كل شئ ليطلع محبه علي عشقه بكل اللغات وهذا هو الحب الحقيقي .

في الحب الحقيقي يجب علي المرأة العاقلة أن تضع السكّر في كل ما تقوله للرجل، وتنزع الملح من كل ما يقوله لها الرجل ، والعكس .. فالسعادة تولد من حبّ الغير، والشقاء يولد من حب الذات ، ويبلغ الحب قمتة متى تنازلت المرأة عن عنادها، والرجل عن كبريائه، وفي الحب يجب أن يغفر المحب لمن يحب ، فالمحب قد يبيع شيئا قد اشتراه ، ولكن لا يبيع قلبا قد هواه.

ومن الصحيح أن تميل المرأة عندما تحب حباً حقيقياً إلى مسامحة الحبيب وتغفر له أخطائه مهما كان عددها ،وهنا عليها أن تختار نسيان الأخطاء،وذلك لأنّ مشاعر الحب غير مشروطة لذا فهي يجب آلا تركز على الأخطاء والعيوب وتغفر دون تفكير ، ويمكن معرفة مدى اهتمام المحبة بالحبيب من خلال حماستها أثناء وجوده،وتغير نبرة صوتها عند الحديث معه،وازدياد ثقتها به وهنا يقوي ويستمر هذا الحب .

وننبه أنه لا يصح أن تكون المحبه متقلبة المزاج ولا يجب أن ينعكس مزاجها المتقلب علي علي علاقتها وإرتباطها بمحبوبها ، وعليها أن تشركه في كل تفاصيل حياتها الصغيرة منها قبل الكبيرة ليكون سنداً لها ، وليس من المعقول أن تتربص المحبة بمحبوبها وتجعل حياته جحيم بخلافات ليس لها أي معني ينتج عنها تباعد بينهما وكذلك الرجل يجب أن لايصدر منه ذلك .

مهما تكن المرأة ثرثارة فان الحب يعلمها السكوت والرجل في حبه يحب دائما أن يعرف كل ما تفعله المرأة .. وذلك ليس بهدف السيطرة عليها ، أوإلغاء شخصيتها ولكن ذلك يكون من باب أن الرجل بأيدولوجية تكوينه يحب أن يكون علي علم بكل شئ ، وذلك من باب العلم بالشئ فقط ، وإذا لم تراعي المرأة ذلك خسرت كثيراً في حبها ،لأن ذلك يفرق كثيراً عند الرجل لأنه عندما يحب الرّجل المرأة حباً صادقاً فإنه مستعد لأن يفعل من أجلها المستحيل، ويصبح كل شيء سهلاً عليه، ولا يرى أن هناك أمراً مستحيلاً إلا التخلي عن حبه، فيكون على استعداد لأن يحمي حبيبته من أي خطر حتى لو كلفه هذا الأمر حياته ، وعندما يحب الرجل المرأة أيضاً يظهر ذلك عليه بكل وضوحٍ أمامها وأمام غيرها، فلا حاجة للمرأة بأن تختلق التجارب والأبحاث لتعرف إن كان الرجل يحبها، أو أن تسأله وتسأل غيره عن حقيقة الأمر لتتأكد من مشاعره نحوها.

عندما تحب المرأة الرجل يجب أن تظهر له ابتسامتها أكثر، وستبدو السعادة فوراً على عينيها، حيث إن العيون لا تكذب، فإذا كانت تبتسم وهي تستمع للرجل بانتباه وتركيز، فهي بالفعل تحبه ، ويمكن للمرأة عندما تحب بصدق تقديم التضحية من أجل الشخص الذي تحبه، حيث ستقوم بتقديم مصلحته على مصلحتها الشخصية وأعمالها الخاصة .

ويجب أن يركز الرجل المحب على الصفات الحسنة التي تتصرف بها حبيبته ، ويغض الطرف عن صفاتها السلبية أو ما يصدر عنها من تصرفات غير جيدة، كما يجب أن يتذكر الأمور والأحداث الجميلة التي تذكره بها .

ويجب أن يبتعد كل من الرجل أوالمراة عندما يقعوا في الحب عن التصنع أوالظهور بشكلٍ مخالف لطبائعهم وسلوكياتهم، لهذا فإننا نجد الحب الحقيقي لدى الأزواج والشركاء الذين يصارحوا شريكاتهم في حياتهم، ويكشفوا عن طباعهم الحقيقة بدون تصنع أو تكلف،فالإنسان الذي يكذب ويتبع أساليب خادعة في علاقاته مع الآخرين تكون مشاعره غير صادقة تجاههم خاصة إذا كان ذلك له علاقة بالحب بين الرجل والمرأة .

يشعر الإنسان سواء الرجل أو المرأة بالمتعة عندما يساعد محبوبه، وسبب ذلك أن الحب أخذ وعطاء، لهذا إذا كان الإنسان في حالة حب يجب أن يستمتع بالعطاء كما يستمتع بالأخذ من الطرف الآخر وهذا أمر مهم جداً لأنه قد يأتي يوم ولا يجد ما يأخذه ، ومع ذلك يجب التمييز بين الاستغلال والعطاء، والقدرة على تقديم المساعدة للمحبوب عندما يحتاج أو تحتاج إليها .

عليك أيتها المرأة أن تكوني على اطلاع دائم بما يحب الرجل وما يكره، فلا تحاولي أن تجبريه على القيام بأمور لا يحبها، وأيضاً عليك أن تكوني طيبة في التعامل معه، والذوق الذي ينبع من المرأة من المفضل أن يشعر به الرجل، حتى يبادلها نفس الشعور، فهذه العلاقة وجدت من أجل الاستقرار، لا من أجل أن يقف أحدهم أمام الآخر، فيجب أن تنتبه المرأة لهذا الأمر، ويكون في الحسبان، تجنباً لأي مشكلة قد تقع فيها بفعل تصرف طائش لم يحمد عقباه.

الرجل كالطفل الصغير، الذي يسهل علي المرأة تدليله، ومن الممكن أن يتأثر بأي أمر قد تقومين به، فإن أردت .. فيجب أن تعاملي رجلك برقة واضحة، وأن تكوني مثالاً طيباً ، ويمكن لكي أن تؤثري في رجلك بكل الطرق التي تعرفيها، لأن الرجل ببساطة عندما يحب يتأثر بشكل كبير بأي أمر يعرض عليه ، فلا تكوني كثيرة التذمر، واحمدي الله على كل شيء قد أتمه عليك، وتذكري أن الرجل المحب لو كان في استطاعته لقدم لك كل الأمور التي من الممكن أن يلبيها لك بما في ذلك حياته .

ومن المهم أن يعامل المحب محبوبته بأنها أهم شيء في عالمه وأبرز أولوياته، فيفضلها على أصدقائه، وهواياته ، كما يجب أن يظهر لها اهتمامه، فبخلاف ذلك ستشعر المرأة بالإهمال، وبما أن الأفعال تملك تأثيراً أكبر من الكلمات، فيفضل أن يعبر الرجل عن إخلاصه لمحبوبته بأفعال تجعلها تشعر بأنها الشخص الوحيد المهم في حياته؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن يخصص الرجل وقتاً لمحبوبته وحدها أو يدعوها للعشاء أو الخروج معها .

ومن أهم الطرق التي يقدمها المحب لمحبوبته ،تقديم الدعم العاطفي والعملي لها، ومساعدتها دون نفاق أوكذب، بل وتشجيعها والاعتراف بطموحاتها وتطلعاتها، دون نرجسية أوأنانية من جانبه فالرجل الناجح القوي لا يتأثر بنجاح محبوبته أو بقوة شخصيتها ولذلك عليه دعمها بشتي الطرق وأن يكون صاحب الدور الرئيسي في نجاحها وتحقيق طموحاتها وأحلامها .

وعلي المرأة المحبة آلا تختلق المشاكل وأن لا تكون " نكدية " لأن الإضطرابات والمشاكل تحصد من رصيدها لدي الرجل ويتناقص هذا الرصيد حتي يصبح صفراً .. ووقتها لن ينفع أي تداوي وأن يكون عنوان حبها ، هو الثقة ولاشئ غير الثقة حتي تستقيم العلاقة بينهما وإذا حدث غير ذلك فإن النتائج قد تكون وخيمة علي علاقتها بمحبوبها.

هذه كانت بعض النصائح لنتعلم كيف يكون الحب وما هو الحب بواجباته وحقوقه أما إذا حدث خلاف ذلك أظن أننا يمكن أن نطلق أي مسمي أخر علي العلاقة غير " الحب " ألتقي بكم في مقال جديد أتحدث فيه لـ "عزيزي آدم وعزيزتي حواء " في أمر جديد من أمور الحياة .