الدكتور جمال العربي يكتب .. المدخل الحقيقى للاستثمار


مما لا شك فيه ان تطوير التعليم ، يتطلب ميزانيات واستثمارات كبيرة ودائمة، ليس فقط في مجال المناهج والتكنولوجيا ، ولكن ايضا في التطوير المهني وتدريب المعلمين ويخطئ من يتصور غير ذلك.
إن أفضل التقنيات التكنولوجية في العالم لن يكون له تأثير على العملية التعليمية ما لم يشعر المعلم بالقناعة وبالراحة عند استخدامه و فهم كيفية انسجام هذه التكنولوجيا مع أسلوبه الخاص في التدريس او على الاقل تطويع هذا الاسلوب مع التكنولوجيا المقدمة له .
في وسع القائمين على عملية التطوير ان يخططوا ويساعدوا في فهم أفضل للتكنولوجيا الرقمية مع تقديم كل دعم مستمر للمعلم وهذا بالطبع لن يتاتى الا بالاتى:
1- التدريب الجيد والفعال للمعلم على مايقدم له من وسائل وادوات تكنولوجية وكيفية تطويع هذه التكنولوجيا لخدمة الموقف التعليمى (إعدادا وتطبيقا وتقييما)
•إعدادا: حيث يتم تدريب المعلم على أنماط الإعداد المختلفة وصياغة الأهداف وكيفية الحصول على مصادر التعلم التى تخدم موضوع الدرس بدءا من التهيئة الى الانشطة المصاحبة وبمساعدة الوسائل المختلفة كالفيديو والعروض التقديمية والالعاب والانشطة المختلفة داخل الفصل وخارجه
•تطبيقا:بتدريب المعلم على إدارة الوقت والفصل معا وتوظيف ما جمعه من مواد تعليمية وانشطة ووسائل لخدمة الهدف الذى يسعى اليه باستخدام تلك التكنولوجيا فى إطار الفترة الزمنية المتاحة
•تقييما: ليتمكن المعلم بنهاية الزمن المخصص له فى الفترة الزمنية من استخدام تلك التكنولوجيا لعمل اختبار تقييمى سريع يتم من خلاله
اولا :ـ
- قياس مدى تقدم الطلاب استيعابا وفهما وتحليلا للموضوع
ثانيا :ـ
- قياس مدى قدرته وقدرة اسلوبه على توصيل المعلومة وتحقيق الهدف الذى خطط له وقام بتنفيذه وبالتالى يتعهده بالتطوير والابداع لعلاج مواطن الضعف
2- اعادة النظر فى اسلوب اعداد المعلم بكليات التربية لتخريج معلم غير نمطى ويكون قادرا على استيعاب التكنولوجيا وتوظيفها حيث يشاء لخدمة العملية التعليمية معلم ممن يمكن ان نسمية قادرا على التعلم مدى الحياه
3- قد يحتاج المعلم ايضا ان يثق بنفسه وبمستقبلة وان يطمئن على من يعول حتى يصبح خالى الذهن ليس يسعى الا لتحقيق الاهداف التربوية والتعليمية التى وكلت اليه وألا يتناوله المجتمع الذى يحتاج اليه اشد الاحتياج إلى ادائه وإنجازه ألا يتناوله بالتهكم والسباب والقاء اللوم عليه فى إخفاق العملية التعليمية الأمر الذى جعل من يتقدمون للعمل الى هذه الوظيفة من اضطرته الظروف لذلك وهو يهرب منها وليس من احبها ويسعى اليها ولا يعود الى العملية التعليمية من خريجى العملية التعليمية ذاتها إلا الاقل رغبة فى العمل والابداع والاقل مستوى من اقرانه الخريجين
من هنا يكون المدخل الحقيقى لتطوير العملية التعليمية والتى يواكبها تطوير المناهج المقدمة وتطوير طرق التقويم وكذلك اسلوب الالتحاق بالجامعة ليتحقق العائد الحقيقى والأهم من الاستثمار فى التعليم ليكون دافعا لنجاح أعظم رصيد في بلدنا وهو إعداد المواطن الصالح والخريج المتميز بشكل أفضل وتقديمه للعالم الذي ينتظرمنا النتائج لتتواصل العهود التى بدأها الخريجون المصريون امثال فاروق الباز ومجدى يعقوب واحمد زويل وغيرهم .