خط أحمر
الإثنين، 21 أبريل 2025 11:13 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد محفوظ يكتب: الطيب والشرير

خط أحمر

بادئ ذي بدء وقبل أن أبدأ الحديث عن الطيب والشرير فاعلم عزيزي أني لست مغرما بكثرة الكلام وبتدبيج المقال ولا بتزيين الخطاب، بل أود أن أضع الكلام في نصب التمام وأتسائل عما يدور بداخلي من خيال، هل يوجد بالفعل على أرض الواقع ما يسمى بتجديد الخطاب الديني؟!

إجابتي على هذا التساؤل ستكون من خلال واقع تجربتي  الشخصية  في برنامجي التلفزيوني "منهج حياة" الذي شرفت بتقديمه على مدار ما يزيد على ثلاثة أعوام متتالية على قناة العاصمة وبشكل يومي على الهواء مباشرة بصحبة نخبة كبيرة من علماء الأزهر الشريف والذي بفضل الله حاز على أفضل برنامج ديني إجتماعي في مونديال القاهرة للإعلام لدورتين متتاليتين، فلك أن تعلم عزيزي أننا كنا في كثير من الأحيان حائط الصد وخط الدفاع الأول عن كثير من القضايا التي تخص الدين والتي كانت تأتي للأسف الشديد من جراء  هجوم بعض الشواذ الذين يسمح لهم بالوجود في بعض الفضائيات، مما يجعلك تشعر بأن ما قد يحدث الآن على الساحه ليس له علاقة بمبدأ تجديد الخطاب الديني بل هو للأسف تبديد للخطاب ذاته، فعندما يخرج البعض من هؤلاء الشواذ ليعلن بأن الصحابة ليسوا بعظماء كما نعتقد، ويخرج آخر ليطعن في صلاح الدين ،ويخرج ثالث ليشكك في ثوابت الدين، ليكون الدين بمثابة المادة التي تستخدم في إلهاء الناس ، فأتصور أنه ومنذ عام2011 ومع ثورة يناير تم هذا الهرج وزج ببعض علماء الدين بميدان السياسة ووقف بعض السياسيين  على منابر المساجد ، فتاه الجزء بالكل وأصبحنا لا  نعرف طبيعة هؤلاء الأشخاص هل هم   علماء دين أم رجال سياسة؟! أم هم مجرد أشخاص يتحركون حسب الأهواء والمصالح والميول حيثما تذرهم الرياح ، وأعتقد أنه وفي ظل هذا الخلط المريب وإقحام الدين في عفن السياسة سقطت هيبة علماء الدين .

وبإسقاط ما سبق ومن واقع تجربتي الإعلامية التي أشرت إليها سلفا اتضح لي وبلا أدنى شك قارئي الكريم أن البرامج الدينية والتي من المفترض أن يظهر دورها في هذه الفترة الحرجه من عمر المجتمع والتي أعتبر أن قوامها من قوام المجتمع ، باتت مجرد برامج توضع كقطع ديكور في خريطة القناة البرامجية أو توضع على إستحياء ان وضعتها القناة في خريطتها من الأساس ، وربما لا يوجد أي اهتمام بإنتاجها أو بالتخطيط لها في حين أن ذات القناة قد تخصص ميزانية إنتاجيه بالملايين لبرامج المنوعات والتي لا تقدم سوي الرقص والهلس تحت شعار المتعه والتسلية وجلب الرعايات  .

ودعني أشاركك الرأي مرة ثانية وأطلب منك التفكير بعمق معي في مبررات ذلك ، هل هو تقليل من شأن الدين؟ أم عدم دراية بأهميته ودوره المهم في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المجتمعات؟ أم تقليل مقصود لدور الأزهر وعلماءه ؟ فالأزهر يتجاوز عمره الألف عام و يعد قبلة العلم لكل المسلمين ومنارة الإسلام وتاج الإعتدال والوسطية والذي قال  شوقي عنه وعن علمائه  من قبل " كانوا أجل  من  الملوك  جلالة ٠٠  وأعز  سلطانا وأفخم  مظهرا" ، أم أن دعوات هؤلاء الشواذ الذين لا يستحقون إعادة الإشارة إليهم  قد نجحوا في تخريب عقيدة الناس بدعوات باطلة تحت ستار (تجديد الخطاب الديني) بما يخدم أهوائهم وأهدافهم الخربة التي تفوح منها رائحة نواياهم الخبيثه .

ولعلك سمعت وشاهدت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر،وهو يشتكي مما وصفه بحصار إعلامي لمواقف الأزهر وقال في لقاء تم بثته من قبل القناة الفضائية المصرية:" إننا لو أردنا أن نرد بمقال على مقال يشتم الأزهر لا يسمح لهم بالنشر.. إلا بعد عناء شديد"، وأضاف في إشارة إلى القنوات التلفزيونية، وإذا أردنا أن يخرج واحد منا ليتحدث في قناة ما في أمر من أمور أزهرنا ، فنجد صعوبة شديدة وعادة ما يرفض طلبنا" ، وكأن  هناك حملة ممنهجة على الأزهر الشريف وهذه الحملة لا تصب إلا في مصلحة داعش وفلسفتها الإرهابية التي وصمت كل أفعالها ذلك الدين الحنيف بما ليس فيه ٠٠٠ ودعني أطرح عليك مجددا عزيزي تساؤلا اعتبره مفصليا في قراءتي للمشهد الاعلامي وما حدث الأسبوع الماضي من ردود أفعال حول موقف شيخ الأزهر من كلمة رئيس جامعة القاهرة في المؤتمر الذي خصصه الأزهر لتجديد الخطاب الديني ، فماذا كنت تنتظر وهل كان من الأفضل لفضيلة الإمام أن يغض طرفه عما طرح من أفكار ورؤى ؟ أم أن البعض كان يتوقع ألا يغار شيخ الأزهر على عمامته وإمامته ؟ولماذا بات البعض يتعامل  مع مؤسسة الأزهر العريقة بالمثل القائل "مزمار الحي لا يطرب ؟!  ألا ينظر هؤلاء لقيمة الأزهر وحفاوة الإستقبال التي يقابل بها الشيخ الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خارج البلاد وهم يستقبلونه استقبال الملوك و الرؤساء، أما في بلده فقد يقابل بالهجوم من أبواق عديدة تسمى  للأسف بالإعلامية، أليس من حق الرجل عزيزي أن تدفعه غيرته على الاسلام والمسلمين للدفاع عن قيم الإسلام وثوابته وكرامته وكرامة أهله ؟ ألم يقشعر بدنك لكلماته التي وجهها لترامب بعد إعلانه عن ما سماه هذا المتغطرس بصفقة القرن، ليرد الشيخ الطيب  بلسان كل إنسان عربي مسلم غيور على دينه "أشعر بالخزي عندما يحكمنا ترامب والأمريكان ويتحكموا فينا، وأعتقد  شخصيتنا انتهت" بحسب قول فضيلته ، فأعتقد أن ما قاله شيخ الأزهر أثلج صدور الكثير من الناس التي تشعر بالكرامة والعزة الحقيقية، والشيء  بالشيء  يذكر فهنا أحب أن أوجه رسالة لإخواننا في فلسطين، فأقول لهم يجب ألا  تكون القضية كقضية يوسف مع إخوته، فينبغي عليكم الإتحاد فيما بينكم وأن يكون هدفكم التحرير وليس الوجود وأن تؤمنوا بما قاله الأبنودي من قبل يا قدس قولي لحيطانك اثبتي بقوة ٠٠حيخلصك ابنك اللي مانيش هوه.. لا تبحثي عن حلول .. الحل من جوه .... ،وختاما أقول لكم أن حلول مشاكلنا وكل قضايانا ستأتي من داخلنا نحن حتى ولو أحاط بالطيب منا الشرير.

محمد محفوظ الطيب والشرير خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة