محمد عبداللطيف يكتب.. ماجدة الصباحي في عام ٢٠٠٩


حدثت أزمة إعلامية بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم، ولانني لست مهتما بالشان الرياضي على طول الخط، لم اتوقف أمام الأمر كثيراً، وأثناء اجتماع مجلس التحرير بجريدة صوت الأمة، وقت أن كان يرأس تحرير ها الصديق الرائع سيد عبدالعاطي، قررنا أن يكون موقف الجريدة مغايرا للسائد، باعتبار أن العلاقات بين مصر والجزائر على كافة المستويات، أهم وأعمق من الصخب بلا وعى، واقترحت إجراء مقابلة مع الفنانة ماجدة الصباحي، للحديث معها عن فيلم "جميلة بوحيرد" ، وكيف نجح الفيلم في حشد المجتمع الدولي لقضية استقلال الجزائر، وفي الموعد المحدد ذهبت إلى منزلها بالدقي، تقطن في نفس العمارة المملوكة لها ابنتها الفنانة غادة نافع، روت لي عن بداية فكرة الفيلم ، والجهات المصرية التي تعاونت معها لإنجاز العمل الفني، ولقاءتها مع الثوار بمكتب حركة التحرير الجزائري بالقاهرة، ومنهم أحمد بن بيلا، ترددت كثيرا على المكتب السري، للتعرف علي بعض قصص المناضلات ضد الاحتلال الفرنسي، اختارت نموزجا منهن، وهي" جميلة " التي وجدت في قصتها مادة تثري العمل الفني ... راحت تصف لي كيف باعت جزء من ممتلكاتها للإنفاق على الإنتاج الضخم، والنجاح الذي حققه الفيلم بدور العرض في العديد من بلدان العالم، والتعاطف مع الشعب الجزائري، وكيف نجح الفيلم في فضح ممارسات الاحتلال ،بعد نجاح الثورة كانت الحكومة الجزائرية تدعوها للمشاركة في الاحتفال السنوي بعيد الاستقلال، ويتم استقبالها رسميا ، حيث تفرش لها السجادة الحمراء أثناء نزولها في المطار مثل رؤساء الدول، ثم تعرفت بعد ذلك على جميلة الحقيقية في باريس، واصبحت الفتاة التي احبتها على الورق وجسدت شخصيتها في السينما صديقة لها، أثناء اللقاء، الذى نشرت تفاصيله في "صوت الأمة"رفضت الفنانة ماجدة التصوير،لأسباب تفهمتها ، لكنها اعطتني مجموعة متنوعة من الصور، فضلا عن صورة كانت بالنسبة لي انفراد، وهي صورة للمناضلة جميلة بوحيرد الحقيقية.