خط أحمر
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 02:15 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: تليفزيون الدولة

خط أحمر

بوصفى قد أضربت منذ سنوات على متابعة أو مشاهدة التليفزيون المصرى بكافة قنواته لعدم جودة ما يقدم من برامج أو حوارات جادة إلا أنه من الحين للآخر اضطر إلى مشاهدة حدث ما أو خبر عاجل أو يصدف أن أكون بمعية أخوتى فأضطر آنفا أن أشاهد المسلسلات الغثة والأخبار البايتة والبرامج الحوارية السقيمة والمثيرة للاشمئزاز والمصيبة بالضغط والسكر إلا أن المتابعين من الأهل والأصدقاء أصبحوا يشتكون مر الشكوى من تفاهة وسطحية معظم القنوات التليفزيونية خاصة بعد أن قامت الدولة بالسيطرة وشراء معظم القنوات التليفزيونية مما قضى على البقية الباقية من فائدة كانت تبثها فأصبحت كافة القنوات كوصف أحد الأصدقاء تبث نفس الأخبار.

أما البرامج الحوارية فأصبحت تستضيف نفس المتحدثين والخبراء السياسيين والاستراتيجيين فأصبحت كافة القنوات تعزف نفس اللحن وتنشد نفس النشيد تمجيدا وهتافا ونفاقا لكل ما تفعله الحكومة من خطوات ومشروعات وليس ذلك فحسب إنما تشن الهجوم الكاسح على كل من يعترض أو ينتقد الحكومة أو أحد مشروعاتها وبصورة مخزية تجعل أى قلم أو صوت شريف يحجم عن ابداء رأيه احتراما لنفسه ولاسرته وأهله وتجنبا للاتهامات الجاهزة والمعدة سلفا أنه ينتمى للجماعات الارهابية ومؤيد للاخوان ويتلقى دعما ماديا من مؤسسات مشبوهة أو يدين بالولاء لقطر وتركيا والأهم تجنيب أهله وأصدقاؤه وأقاربه مشقة ملاحقة القنوات التليفزيونية ومندوبى الصحف الذين يسعون للنيل من شرف وذمة أى معارض ونعته بأبشع الصفات ولا أستطيع أن أفهم أو أستوعب كيف يمكن لحكومة ما أن تشعر بالأمان فى ظل غياب المعارضة الوطنية الشريفة وكيف تأمن على صحة قراراتها ومشروعاتها بعد قصف الأقلام وتقزيم الهامات وتشويه الأعلام من الكتاب والصحفيين والعلماء وأصحاب الرأى المستنير.

وكيف تتخيل الحكومة أن هذا هو الأسلوب السليم فى ادارة مصالح الشعب بأن تصم آذانها وآذان الشعب عن معرفة الرأى الآخر والوجه الثانى للعملة وللأسف فان الحكومة بتصرفاتها الساذجة هى من تضطر الناس للبحث عن القنوات المعادية وسماع ما يبثه أعداء الوطن والحاقدين لعله يجد ماوراء الخبر أو يقرأ مابين السطور وبالتالى تصديق ما تحاول الحكومة مواراته أو التستر عليه فتقدم الحكومة للشعب كافة السموم على طبق من فضة لأنها بمنتهى الغرور لا تود سماع المعارضة أو الوضع فى الأعتبار وجهة نظر أخرى.

وكما قال مهاتير محمد: "إننا بحاجة إلى المُعارضة؛ لتُذكِرنا إذا أخطأنا فإذا لم تكن هناك مُعارضة، سنظن أن كل ما نفعله صواب" أما نورمان فوستر فقال: "أن معظمنا يفضل أن يدمره المديح على أن ينقذه الانتقاد", وكما يقول نعوم تشومسكى فى كتابه فن التحكم فى الشعوب: "أن تقوم الحكومة بمخاطبة العامة كأنهم أطفال وتستخدام التاثير العاطفى بدلا من العقلانى وتبقى العامة فى حالة من الجهل والغباء ثم تقنعهم بالرضا عن الجهل وتحويل التمرد لدى العامة بالشعور بالذنب وأخيرا الايحاء بمعرفة مطالب الشعب أكثر من معرفتهم بمطالبهم".

وأميل شخصيا لتصديق نظرية تشومسكى لأن ما تفعله الحكومة حاليا هو ماكتبه المفكر اليهودى فتتعامل الحكومة مع الشعب على أنه من السذاجة والجهل بحيث تعرف مصلحته أكثر منه متبعة نفس الأسلوب العتيق والذى عفا عليه الزمن الا وهو أسلوب التلقين فما كان ينفع فى الستينيات من القرن الماضى وقبل الثورة المعلوماتية والأنترنت لا يمكن أن يجدى فى القرن الواحد وعشرين ولا بد من التيقن أن هناك وطنيون شرفاء غيورين على مصرهم وأن انتقادهم لحكومتهم انما يهدف لصلاح الوطن والشعب.

المهندس السيد طوبا تليفزيون الدولة خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة