خط أحمر
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 05:03 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

  نيفين منصور تكتب ..شبح الخوف

 نيفين منصور
نيفين منصور

أحياناً يطاردنا شبح ناتج عن مخاوف نفسية نتيجة التعرض لموقف ما أوعدة مواقف علي مدار العمر لم تمر مرور الكرام، إنما ما تركته خلفها من الأثر كفيل بأن يغير الفكر، ويؤثر علي الأفعال وأحياناً يؤثر علي الحالة المزاجية ونتحول مع الوقت إلي أسري لذلك الشبح المرعب الذي امتلك أرواحنا ولَم نعرف كيف الخلاص منه.

البعض يهاب التعذيب والتنمر نتيجة لتعرضه له لفترات طويلة من عمره، فيتحول مع الوقت إلي سجين لشبح الخوف من الناس فيكره التعامل معهم، ويرفض الاختلاط ويفضل العزلة خوفاً من قسوة قلوب الآخرين وما يحملون بداخلهم من سوء قد يظهر يوماً ما أثناء التعامل، وقد يتحول رفض المرء للآخرين إلي رفض الحياة بأكملها، ويكون أقصي أحلامه هي الوصول للعدم ، فلا يتمني الموت فقط ، بل يتمني أن تختفي الحياة علي الأرض ليس فقط بل وفِي العالم الآخر أيضاً، فيكره حياة الأبدية المنتظرة خوفاً من أن يكون مصيره المستقبلي نفس المعاناة أو ما يشبهها، فيملأ الخوف قلبه كلما تذكر ما بداخل الروح من ألم نتيجة ما مر به من تجربة ظالمة أو أزمة نفسية مدمرة لم تمر في حياته مرور الكرام بل تركت خلفها شبح من الخوف.

البعض الآخر يهاب الخيانة والغدر ، ويختلف هذا الأمر من شخص لآخر فقد يتحول البعض إلي شخصية انهزامية كئيبة تحيا فقط علي أطلال الخيانة وألمها وقد يتحول إلي شخصية هجومية يحاوطها القلق المستمر وخصوصاً إذا ما كانت تلك الشخصية تحب إحدي الشخصيات المزدوجة الصعبة ، التي ترفض القيود وتتمتع بروح المغامرة ، والتي يصعب السيطرة عليها ووضعها تحت قيود من الحب والزواج ، تلك الشخصيات تحول من حولها دون أن تشعر إلي مريض نفسي بداء الخوف المستمر ، فيظهر ذلك الخوف في التعامل وردود الأفعال ويصعب السيطرة عليه، ويحتاج إلي مجهود من الطرفين لتخطيه أو تحجيمه حتي تستقيم الحياة.

نوع آخر من الخوف يطارد البعض عندما تكون الشخصية طابعها الرئيسي وضع الافتراضات المستمرة للخسارة والمعاناة، فتمر مع الأيام ببعض الابتلاءات لا تستطيع أن تتخطاها وتترك خلفها شبح من الخوف من الغيب، فتتحول الحياة إلي خليط من القلق المصحوب بالوسواس المستمر يظل يطرح عدد لا نهائي من الاسئلة الافتراضية التي تربك النفس وتؤلم الروح وتدعو إلي التمرد علي الواقع وكره الغد بما فيه من غيب قد يحمل مزيداً من الألم .

لكل إنسان شبح من الخوف يطارده أحياناً وأحياناً أخري يتملكه فيؤثر علي حياته وأفعاله دون أن يشعر يصعب التخلص منه في بعض الحالات، وأصعب التجارب التي قد نحياها هي كيف نسيطر علي الشبح، هل نترك له السيطرة أم نحاول أن نتملك أنفسنا ونصبح أحرار من الأسر، هذا الأمر ليس بالأمر الهين، ربما يكون الأصعب علي الإطلاق ، فالسيطرة علي الأشباح هو أول خطوة في الطريق إلي السلام النفسي الحقيقي.

قد يصعب الأمر عندما نحيا مع الشخص الذي تسبب لنا في هذا الشبح ، ربما كلما ابتعدت عن مصدر الخوف أو ما يذكرك به قد تحظي بفرصة كبيرة للحياة بشكل سوي وبصورة نفسية سليمة بعض الشيء، لكن عندما يكون شريك الحياة هو المسبب الرئيسي لوجود تلك الأشباح تتحول الحياة إلي سيمفونية متواصلة من الخوف المستمر تعزف ألحاناً متباينة يترجمها العقل بفعل أو رد فعل قد يكون نتاجه عكسي ومزعج للطرف الآخر الذي يشعر مع الوقت أنه مذنب وأنه لن يخرج أبداً من دائرة الاتهام مهما حاول المستحيل لإسعاد من حوله، ومهما جاهد لتغيير الصورة لن يستطيع تحويل شبح الخوف إلي ملاك الاطمئنان .

نيفين منصور خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة