خط أحمر
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 04:27 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: ثقافتهم وثقافتنا

خط أحمر

يحتار الكثيرون منا فى ايجاد تفسير لتصرفات بعض الشعوب والمبنى على ثقافات مختلفة ومتنوعة تختلف مع ثقافتنا وبحكم سفرى للعديد من الدول الأوروبية والأمريكية والأسيوية والعربية فطالما صادفتنى وصادفت بعض الأصدقاء من معتادى السفر مواقف طريفة.

وأذكر أن أول سفرياتى للخارج وأنا طالب كانت أثناء الإجازة الصيفية فى اعدادى هندسة الى لندن وفوجئت أثناء وقوفى بمحطة الأوتوبيس بشاب يعانق ويقبل فتاه أمام الجميع ودون خجل ووقفت مشدوها من هول مارأيت ولكن بمرور الوقت عرفت أن ذلك أمر طبيعى فى ثقافتهم كما وأنه مع تكرار السفر بعد التخرج والعمل فكان يصدف أن تستضيفنا بعض الشركات لتناول العشاء فوجدت أن من عاداتهم تناول النبيت الأحمر أو الأبيض مع العشاء وكم كان محرجا لى خاصة وأن بعض المشايخ فى السعودية حرم على الجلوس معهم على نفس الطاولة ووجدت أن تنفيذ ذلك صعب ويكفينى أنى لا اشاركهم الشراب ولكنى لن استطيع فرض ثقافتى عليهم فى بلدهم وأحمد الله أن أفتانى أحد المشايخ المصريين المتنورين بجواز ذلك وكنت أتعجب مثلا من ضرورة قيام الشاب والفتاة بالمعيشة والقيام بكافة الواجبات الزوجية معا كفترة اختبار قبل الزواج ولكنها ثقافتهم وهم أحرار فى ذلك.

كما كنت أندهش من مغادرة الشاب أو الفتاة منزل الأهل فى سن معينة والأعتماد على أنفسهم فى المعيشة مستقلين عن أهلهم حتى مصاريف الجامعة إما أن يرفض الأهل تحملها أو يقومون باقراضهم مصاريف الدراسة للابناء على أن يقوموا برد الدين بعد تخرجهم ولا يقوم الأهل بمساعدة الأبناء فى مصاريف الزواج وخلافه وكنت أتعجب من الحال عندنا حيث يظل الأهل مسئولين عن الأبناء وتعليمهم وحتى التخرج من الجامعة وتوفير سكن لهم ودفع مصاريف الشبكة والفرح أو تجهيز بيت الزوجية للبنت بل وتمتد المسئولية عند البعض للأحفاد ودفع مصاريف دراستهم ورعايتهم أثناء عمل والديهم وتحتاج بعض من تلك العادات لاعادة النظر كما وأن من ثقافتهم ضرورة وجود أحد الحيوانات الأليفة فى المنزل سواء قطة أو كلب ويصبحون أفرادا من العائلة بخلاف عاداتنا وثقافتنا، هذا على مستوى الشكل أما على مستوى المضمون فهناك تقديس للمواعيد واخلاص فى العمل لدرجة متناهية والعمل بروح الفريق وتشجيع المواهب والاستماع للرأى الآخر وحرية التعبير والمعارضة والصدق فى الكلام والمعاملات والكثير مما نفتقده فى بلادنا مما حدى بالطهطاوى لقول مقولته الشهيرة عندما سافر إلى أوروبا "رأيت مسلمين بلا إسلام وعند عودتى رأيت إسلاما بلا مسلمين".

كما لاحظت ولاحظ غيرى قصر الحديث عن الغرب والدخول فى الموضوع مباشرة دون مقدمات سواء فى المقابلات أو الأحاديث الهاتفية أما عندنا فيجب السؤال عن الصحة والمزاج العام والآطمئنان عن الأهل والجيران وربما تناول أحداث مباراة الأمس أو اليوم قبل التحدث فى الموضوع المطلوب كما أنهم فى الغرب وبالأخص فى أمريكا يبتسمون للناس دون سابق معرفة أما عندنا  فأن ذلك يعتبر نوعا من قلة الحياء أو المعاكسة وربما التحرش وبعضهم يمكن أن يصف ذلك بالهبل كما وأنه من المعتاد لديهم أن اذا تقابل رجل وامرأة جيران أو أصدقاء أن يتعانقا وربما وضع قبلة على الجبين وهو غير مألوف أو مقبول لدينا  وحدث أن كنت فى زيارة عمل لسنتياجو تشيلى وكانت وقت شهر رمضان وبعد انتهاء الاجتماعات عدت للفندق ووقت الغروب ذهبت للمطعم الموجود بالفندق لتناول الافطار وأكدت على الجرسون عدم وضع لحم خنزير للزينة فى الأكل ولكنه أحضر الطعام مزينا بلحم الخنزبر المقدد مما استشاطنى غضبا واشتكيت لمدير المطعم أننى مسلم ولا أتناول لحم الخنزير فاعتذر كثيرا عن سوء الفهم وبعد الانتهاء من تناول الإفطار توجهت لغرفتى لأداء صلاة المغرب وبعد لحظات طرق الباب فوجدت مدير المطعم يرسل إلى زجاجة نبيت أحمر تعبيرا عن أسفه لما حدث فى المطعم.

الخلاصة أن هناك شعوبا عديدة لا تعرف عاداتنا ولا تقاليدنا وبالتأكيد فان اختلاف الثقافات بين الغرب والشرق يولد فى كثير من الأحيان مواقف محرجة وحبذا لو تم اعطاء دورات خاصة للمبتعثين فى الخارج عن ثقافة وطبيعة الشعب والمجتمع الذى سيتعايش معه لسنوات طوال أو حتى لفترة قصيرة وأن تقوم شركات السياحة والطيران بطبع كتيبات مبسطة عن عادات الشعوب التى سنسافر لها وتوزيعها فى المطار أو على متن الطائرات مثلما يتم التنبيه عن الأطعمة والممنوعات وحجم العملات المسموح بها منعا لسوء الفهم والإحراج.

المهندس السيد طوبا ثقافتهم وثقافتنا خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة