الدكتور أيمن الرقب يكتب: مؤتمر الإخوان المسلمين العلني الأول


لا شك أن القمة الإسلامية الخماسية التي سوف تعقد في ماليزيا غدا الخميس الموافق التاسع عشر من ديسمبر، قد أحدثت لغطا وربما شرخا داخل العالم الإسلامي، وهو الأول منذ تأسيس منظمة التعاون الإسلامي عام ١٩٦٩م، وإذا نجحت هذه القمة قد تكون بداية لانهيار هذا الكيان الإسلامي الأكبر.
التساؤلات كثيرة حول الأهداف واختيار الدول والتوقيت والرسائل التي تحملها تلك القمة والمتضررين منها، والنتائج التي ستترتب عليها، خصوصا وأن تعداد الدول الاربعة يقارب نصف تعداد العالم الإسلامي تقريبا، فهل سيصبح ما بعد قمة ماليزيا ليس كما كان قبلها؟
يعتبر اعتذار باكستان عن المشاركة في هذه القمة في اللحظة الأخيرة من التحديات التي ستواجه القمة قبل انطلاقها .
إن القمة التي تضم ماليزيا وتركيا وأندونيسيا وقطر، لم يدعى إليها إيران بعد أن كان يتردد اسمها من الدول المشاركة قد يعود لتحسين الدول من مشاركة إيران في الوقت الحالي وقد تلتحق بالقمة في لقاءات قادمة او ان تكون هذه القمة المحور السني لذلك لم يتمكن دعوة إيران.
المريب في هذه القمة ان الدول الاربعة التي ستجتمع في ماليزيا تمثل أحد تيارات الإسلام السياسي المهيمن عليه من قبل جماعة الإخوان المسلمين ، خاصة أن تركيا وقطر تعتبر الراعي الحصري لتنظيم الإخوان المسلمين في العالم و هاتان الدولتان اعلنتا عدائهما للكثير من الدول العربية .
صحيح أن مكتب مهاتير محمد نفى ان هذه القمة ستسعى لتكون بديلا لمنظمة التعاون الإسلاميا ولكن الآلية التي تم بها اختيار الدول الخمس ( قبل اعتذار باكستان ) دون غيرها من دول العالم الإسلامي تثير الريبة .
وأعتقد أن هذه القمة تهدف الى زيادة التفكيك في العالم الإسلامي وليس وحدة شمله و قد تكون تفكيك منظمة التعاون الإسلامي رغم أنها مؤسسة لا تأثير حقيقي لها هي الهدف الأول لهذه القمة، وهذه القمة فرصة لتركيا لإكمال مشروعها التخريبي في المنطقة العربية واكتمالا لمشروع اردوغان بإقامة خلافة اسلامية بقيادته ، وبكل تأكيد فإن قطر تجد ظالتها في هذا التخريب الممنهج للمنطقة .
وفي المحصلة أتوقع أن تكون قمة ماليزيا هي عبارة عن تشكيل تكتل إسلامي جديد مناهض للدول العربية المحورية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية ومحاولة لإيجاد مرجعية دينية جديدة بعيدا عن مكة والأزهر الشريف قد تكون اسطنبول عودة للدور العثماني في المنطقة ، كما قد يكون لهذه القمة فرصة لتبيض تركيا صفحتها وتبرر جرائمها في سوريا وليبيا .
ان الخطورة في هذه القمة ما تحمله من رسائل من أهمها بأن العرب لم يعودوا القوة الرئيسية في العالم الإسلامي ( رغم دعوة قطر والذي لا يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة )، وأن هناك قوة أخرى غير عربية يمكنها قيادة العالم الإسلامي وقادرة على البدء في بعث النهضة الإسلامية مجددا، وتلك الدول هي تركيا وأندونيسيا وماليزيا وقطر، وتعداد تلك الدول يقارب نصف مليار نسمة.
والغريب في هذه القمة بالنسبة لي هو دعوة حركة حماس للمشاركة في اعمل القمة والتي ستستمر لعدة أيام مما يجيب على تساؤلي ان هذه هي قمة جماعة الإخوان المسلمين بعباءة دولية ، والوضع في المنطقة العربية والإسلامية لن يعود كما كان عليه قبل هذه القمة وعلى العالم العربي والإسلامي الاستعداد لما هو أسوأ.