خط أحمر
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 07:44 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

سارة درغام تكتب: عزلة النفس

خط أحمر

في مرحلةٍ ما من حياتي أخذت منعطفاً كبيراً من دون أن أدرك ذلك ! قررت بعدها أن أفضَّل حل لهذه التغيرات الصادمة أن ألجأ إلى العزلة كحلٍ مؤقت لأستجمع قواي مرة أخرى . لكني وجدت نفسي شيئا فشيئاً أغرق في هذه العزلة وبدأت أنسى كيف أتواصل مع الآخرين !!

أصبح الأمر صعباً جداً أن أرفع سماعة الهاتف أو حتى أن أرد على الرسائل عبر تطبيق الواتس آب !

قررت أن ابتعد عن الجميع .. و أعيد نفسي !!

فقط نفسي !!

أغرقت نفسي بالمشاريع والكتب والأفلام والمسلسلات والأخبار حتى لا أدع أي فراغ يتسلل إلي .. الفراغ دائما مايأتي بأسئلة أو ذكريات قديمة وأنا اعتزلت طرح الأسئلة منذ زمن .

وفي الوقت نفسه كنت لا أريد المواجهة مع أحد.

لأنه ببساطة ما زالت مواجهة الناس تخيفني , مواجهة صديقاتي زميلات الدراسة او حتى اقاربي ، عبر سؤالهم المقلق ماذا فعلتي بعد التخرج ؟

في الحقيقة ثمة لا أحد سيهتم بما حصل لك بعد أن تخرجت أظن أن أكثر الناس يحكمون على من لم يبحث على وظيفة بأنه كسول أو إتكالي.

لكن لا أحد سيهتم إن كنت تعاني لأنك مازلت تبحث عن ذاتك !

قررت أن أعيد نفسي جيدا سأعيد قراءة مادرسته وأدرس جيداً لكن أدرس نفسي اولاً و من بعدها أذهب لمقابلات الوظيفة وستجري الأمور كما رتبت لها متسلسلة من دون عقبات، الفكرة الأولى التي تخطر ببالي أولا عن أي شيء في الحياة هكذا” سيكون كل شيء على مايرام “! مازلت متمسكة بالنظرة الطفولية للحياة ..

 ولكن للأسف ..

 الحياة لا تمضي سهلة على أحد، كل واحد منا يخوض حربه الخاصة.

في فترة تلقيت بعض الرسائل عبر حسابي على الانستجرام ..

أشخاص يتمنون لو كان باستطاعتهم السير معي في نفس الطريق او حتى عبر سؤالهم من اين تأتين بكل هذه القوة و التفائل الدائم في حياتك !

ولكن ليس كما يظن البعض منكم.

أنا رفضت الكثير من المرات،  و لقد تم رفضي في صغري من طرف العديد..

عندما انتهيت دراستي الثانوية تلقيت الكثير من الرفض كذلك من جامعات كنت اخطط للولوج اليها يقيناً مني بان كل شيء سيكون بانتطاري . و رفضت من بعض الوظائف  التى لطالما حلمت بها .. ولا زلت اتلقى كمية كبيرة من الرفض كل يوم .. ببساطة لستُ ممن ولدو و في فمهم معلقة من ذهب صدقوني ..

الفرق بيني و بينكم انني لا اظهر انكساراتي للآخر ، لا اشاركم سوى جانبي المشرق ،الايجابي و الجميل ..

لا أحد يعلم ما أعانيه كل يوم ، أو عند حاجتي لشيء ما

لأن العالم لا يحتاج لمن يحبطه أكثر يا صديقي ..

نحن نحتاج إلى أن ننشر البسمة و السعادة ، الكثير و الكثير من الإيجابية بيننا.

والحب !!

نعم أيضاً بحاجة للحب

أريد أن أُحِب و أن أُحَب .. لا أن يشفق عليي ..

لذلك عندما كنت ابحث عن ذاتي ..

قررت أن أبحث عنها و ألُملم شتات نفسي بيني و بين نفسي فقط.

و في في كل مرة أخرج فيها من منزلي –  وهي مرات قليلة جدا أواجه فيها تحديا في إنهاء عزلتي الإختيارية وأن أعود للعالم الحقيقي بدلا من الإفتراضي .

في كثير من الأحيان العزلة مهمة ، لنعيد ترتيب أوراقنا و نحدد أولوياتنا ..

ما أجمل أن تخلو بنفسك و تقيم و تعيد ذاتك، و تتعرف على نقاط ضعفك ، تصحح اخطائك و الأجمل أن نصنع من الحزن و اليأس امل و نور يوصلنا إلى طريق الأحلام التي  لطالما انتظرنا تحقيقها..

العزلة نقطة لبداية قوية وثابتة من خلالها علينا النهوض والمضي في زحام الحياة.

سارة درغام تكتب عزلة النفس خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة