المهندس السيد طوبا يكتب: خلعت الحجاب


انتهت كافة مشاكلنا محليا وعالميا وزاد انتاج الشعب لينافس المعدلات العالمية كما زادت الصادرات عن الواردات وأصبح لدينا فائضا فى الاقتصاد القومى وعاد كافة المصريين المغتربين ليساهموا فى نهضة بلدهم كما قمنا بسداد كافة الديون الداخلية والخارجية وأصبحنا ننافس الصين فى التصنيع وأمريكا فى غزو الفضاء وهولندا فى الزراعة وتصنيع الألبان بل واكتفينا داخليا بتصنيع السلاح وكافة الأجهزة اللألكترونية والسيارات وارتفع متوسط الدخل القومى لأفراد الشعب.
لكن هناك قضية أخطر مما سبق تزلزل كيان المجتمع وتهوى بالقيم والأخلاق الحميدة وتعصف بمكارم الأخلاق الا وهى قيام بعض الممثلات بخلع الحجاب وهنا وقعت الواقعة وزلزلت الأرض زلزالها وهاج وماج حماة الدين والوطن واستل السلفيون والوهابيون وتجار الدين سيوفهم وأقلامهم وانهالوا طعنا فى شرف هؤلاء الماجنات منصبين أنفسهم قضاة وجلادين فأصدروا الأحكام وأستحلوا الدماء والأعراض وقذفوا المحصنات وتقمصوا دور الرب العليم ببواطن الأمور وخفايا النفوس وقاموا باصدار الأحكام بدخولهم نار جهنم وبئس المصير ولا أدرى الى متى سنظل على هذا البله والعته والغرور وإلى متى سيترك الحبل على الغارب لأدعياء الشرف والعفة فى وسائل التواصل الاجتماعى ينهشون أعراض الناس ومتى ستقوم الدولة بسن قوانين تحظر السب والقذف على وسائل التواصل الاجتماعى والخوض فى أعراض الناس وهل ستظل قلة متخفية بأسماء وهمية وحسابات مفبركة فى محاسبة الناس وصلبهم على الملأ وفضحهم فى العلن ولست هنا أناقش حل أو حرمة ارتداء أو خلع الحجاب لأن هناك علماء وفقهاء أدرى وأعلم منى بحكم الدين فى هذا الأمر.
ولكن أتعجب من وجود مثل تلك المخلوقات التى تنصب نفسها آلهة تحاسب وتعفو أو تدين مخلوقا آخر لمجرد اختلافه معهم فى تفسير صحة أو عدم صحة ارتداء الحجاب وعندما استدعى تاريخنا المجيد أجد أن الله قد مدح رسوله لأنه رقيق القلب يدعو الناس بالحسنى ومكارم الاخلاق ((وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیمࣲ) وفى آية أخرى (ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ) وهو الداعى صلعم الى التماس العذر للآخرين وهناك أمثلة عديدة ولا حصر لها عن التسامح والدعوة بالحسنى لاتباع أوامر الله فكيف ينصب أحدهم نفسه ربا فيحكم على خبايا النفوس وما تكنه الصدور وخروج انسان عن دينه وتكفيره وهل تعتقد تلك القلة الفاسدة أنها بهجومها الساحق على من خلعت الحجاب أنها ستراجع قرارها وتعود لارتداء الحجاب أم سيجعلها تعمد الى العند وهل يمكن اختزال الحرام فقط فى شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وارتداء الحجاب أما الجهل وقلة العمل باتقان والسرقة ونهب أموال الدولة وأكل الميراث والإرهاب وغيره من الموبقات فحلال وهل أصبح الحكم على الظاهر أفضل مما فى باطن الناس فربما أن احداهن افضل منى ومنهم فى عمل الصالحات واطعام الجوعى وكسوة المحتاجين والتبرع للمستشفيات أو المدارس وتنشئة اجيال صالحة وغيرها من أعمال الخير والانفاق فى سبيل الله وأدعو لهؤلاء القلة بالهداية ولكن أدعو المشرع بضرورة سن قوانين لحفظ أعراض الناس التى يستحلها مجموعة جاهلة وعاجزة على صفحات السوشيال ميديا كما وأدعو الاعلام ورجال الدين لتوعية هؤلاء الشرذمة هدانى وهداهم الله.