المهندس السيد طوبا يكتب: زينة المساجد


أتعجب من كم البذخ والإسراف وانفاق أموال باهظة لتزيين وتجميل المساجد خاصة ما يقوم أفراد أو عائلات بتشييدها اما لوجه الله أو تخليدا لاسم أسرهم ومما لا شك فيه أن عمارة المساجد محببة إلى الخالق عز و جل ولكن فى نفس الوقت نهى رسولنا الأمين عن زينة المساجد وحتى يتفرغ المصلون للعبادة لا للفرجة على زخارف السقف وروعة وضخامة النجف المتدلى أو رخام الحوائط الثمين أو السجاد الوثير.
وأذكر أن انتقدت على الفيس بوك أحد المساجد الشهيرة الذى أنشأته احدى الاسر وكان رد الفعل عنيفا حيث حدثنى أحد أفراد الاسرة غاضبا بأنهم يؤدون زكاتهم وصدقاتهم ويحجون كل عام ويعتمر أفرادها عدة مرات فى السنة فما المانع من انشاء مسجد جميل لوجه الله وعندما سألته وهل انتهى الفقر فى بلادنا وبلاد المسلمين والبلاد المجاورة بأدائكم لما تعتبرونه الواجب فغضب وأغلق الهاتف وما زلت عند رأي أن ما يتم توفيره من تلك الزينة والبذخ غير الضروري يمكن أن ينفق فى أوجه عديدة من الخير فهناك مساجد ومصليات متهالكة فى القرى والنجوع تحتاج الى ترميم أو إعادة بناء.
وهناك المئات من غرف الصلاة ودورات المياه المتدهورة فى المدارس والجامعات فاذا أضفنا إلى ذلك أوجه الانفاق الأخرى فى سبيل الله وما يعتبره الفقهاء صدقة جارية لوجدنا كفالة اليتامى وبناء الفصول الدراسية والتبرع للمستشفيات والمستوصفات بأجهزة طبية وكفالة الأبحاث العلمية وسد جوع الفقراء وتطوير القرى المعدمة والتى يعيش أهلها بدون أسقف أو مياه شرب أو صرف صحى وأيضا تسيير قوافل طبية لمعالجة المرضى وإجراء العمليات الجراحية لغير القادرين وبناء دور للمسنين والعجزة وأصحاب الاحتياجات الخاصة وغيره الكثير فليس بناء المساجد فقط ما يضمن لصاحبه بيتا فى الجنة ولكن هناك العديد من أوجه الانفاق فى سبيل الله تضمن باذن الله لصاحبها مكانة رفيعة فى الجنة.
وفى أمريكا والدول الغربية يقوم الأثرياء من أفراد أو أسر أو شركات كبرى بإنشاء مؤسسات خيرية غير هادفة للربح تقوم بكافة الأعمال الخيرية السابقة بل وتتخطاها إلى كافة الدول الفقيرة والمحتاجة فى أفريقيا وآسيا وفى بلادنا ما يعادله من نظام الوقف الخيرى منذ قديم الازل والذى تديره الآن وزارة الاوقاف ويقع العبء على علمائنا ومشايخنا الذين يتحتم عليهم توعية الناس بأوجه الانفاق الصحيح وعدم الإسراف والبذخ فى عمارة المساجد أو توجيه المال المرصود لبناء تلك المساجد لمصارف أخرى إذا لم يكن يكن هناك حاجة لبناء مسجد فى منطقة ما مكتظة بالمساجد وأهل الإسكندرية تحديدا يدركون ذلك جيدا لكم المصليات أسفل العمارات السكنية المنتشرة بكثرة فى كافة الأحياء بخلاف المساجد حتى إذا حان وقت صلاة ما تسمع جموع المؤذنين ينادون للصلاة فى توقيتات مختلفة وبعضهم بأصوات منكرة لا يصح لها أن تؤذن كما يتحمل الإعلام أيضا الكثير من المسئولية لإبراز احتياجات الناس والقرى والمدارس والمصارف الأخرى للصدقات والزكاة وغيرها من تبرعات أهل الخير وليس فقط حملات التسول فى شهر رمضان وهدانى الله وإياكم لفعل الخير فى مكانه الصحيح.. هذا اجتهادى الشخصى والله أعلم.