محمد زناته يكتب.. الرضا


لم اتصور يوما ان يكون حديثي عن الرضا نابع عن رضا تام من داخلي مما يسطره قلمي الراحة هي المبتغي الذي لا يبلغ في الدنيا و السعادة هي الغاية المامولة في الحياة باسرها ، و الرضا هو السبيل اليهما معا .
فالكثير من الناس غير راضين علي احوالهم ، ولا عن انفسهم ، ولا عن شئ قد حققوه في حياتهم ، فهم لا يعرفاون للرضا طعما و لا يتذوقون له لذة .
فالرضا بالحال يجلب لصاحبه طمانينة النفس و هدوء البال و يشيع البهجة في حياته فرحا بكل قليل ، اما السخط فمايزيد الانسان الا اضطرابا دائما و حقدا و سخط .
علينا الا ننظر الي الوراء و الا نندم علي ما فات من اعمارنا دون تحقيق ما نريد بل يجب الاهتمام بايام القادمة مهما كانت قليلة فالاعمال بالخواتيم ، فلا معنا للندم المجرد الا ان يكون ندما علي معصية الله سبحانه و عزما علي الطاعة لكن الندم علي ما فات من كسب الدنيا لا يؤثر بشئ الا جلب الاحزان و القعود عن النجاح .
فالرضا ليس كلمه ولا يقسم فكل منا يري في حياته االيومية ما يرضيه و يسعده وما يحزنه فلا يعقل ان يكون راضي علي ما يسعده فقط باغض علي باقي حياته فلبد ان يكون الرضا نابع من ثقة الانسان في نفسة و قدرته .
الثقة بالنفس تمنح الانسان الرضا فتدفع بصاحبها اليالامام و الي علو همته و السعي للارتقاء و للعمل الجاد و تحقيق اهدافه و الثقة بالنفس لا نصل اليها الا بتمام الثقة بالله ، فانت اذا بثقتك بالله سبحانه ثم ثقتك في خطواتك تستطيع ان تعوض ما فات مهما مرت الايام و لئنفاتت الايام علي شئ لا يمكن استرجاعه فلا باس فان هناك غيره و التوكل علي الله و ايكال الامر اليه في كل حال .
فالرضا كنز من كنوز الحياة ومن عاش و هو قنوع وراض فقد ظفر بالراحة و السعادة كما انه لا يتطلب الشعور بالرضا امور عظيمة فقط يكفيه النظرة الايجابية والتفاؤل و القناعة بما يملك الانسان و الايمان بانه غني بنفسه وبذاته حتي و ان كان الوقع عكس ذلك ان ما هو مقدر له ات و ان طال فالراضي هو شخص عظيم سلك طريق الصواب لينعم بحياة سعيده هادئة بعيدا عن الضغينه و تمني الشر لغيره .
فالرضا من هم العبادات التي ينال بها الانسان الثواب من الله سبحانه و تعالي فاذا وجدهم راضيين بما قسمه لهم من سراء و ضراء فرح بهم و بطاعتهم فاذا اراد الله بعباده خيرا زرع في قلبوبهم صفه الرضا .