خط أحمر
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 07:36 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد ماهر يكتب ..لصوص ليسوا ظرفاء ... !!!

محمد ماهر
محمد ماهر

“ المعلم "

القرأن علم سماوي وضع فيه المولى عز وجل كل أصناف العلوم التي تنفع خلقه من الجن و الإنس و سائر المخلوقات .. و خص الله سبحانه و تعالى أصحاب العلم في مكانه تفوق مكانة من لا يعلمون .. و أمر الله و رسوله اصحاب العلم أن ينقلوا ما تعلموه لكل الناس من قبل أن تدب الحياة على الأرض فيقول سبحانه و تعالى في سورة البقرة " و علم أدم الأسماء كلها " و هنا أعطى المولى لأدم ميزه و خصه بالعلم .. و الأسماء هنا المقصود بها اسماء كل شيئ خلقه الله كالسماء و الأرض و النجوم والكواكب و المخلوقات جميعا " ثم عرضهم على الملائكه و قال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " و لكن الملائكه لا يعلمون فأمر الله آدم أن ينبئهم بالاسماء ليجعل الله ادم أول معلم ينقل علمه لمن لا يعلمون .. و زيادة في قدر المعلم أمر الله الملائكه أن يسجدوا لأدم فسجدوا الا إبليس .

هكذا أراد الله أن يبين قدر من أتاه من علمه و و عظم مكانته .. ثم أتى سيد الخلق أجمعين لينقل للناس مكانة العلماء فقال صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرأن و علمه " و في رواية أخرى " خيركم من تعلم العلم و علمه " .. و المعنى في النهاية واحد فلفظ خيركم يعني الخير المطلق و اللذي يمنح العالم مكانه و قدر عالي في الدنيا و أجر عظيم في الاخره .. و في تعبير لامير الشعراء أحمد شوقي وضع المعلم في مكانة تكاد تصل لمكانة الرسل " قم للمعلم و فيه التبجيلا .. كاد المعلم ان يكون رسولا " .

كل هذه الدلائل و المؤشرات التي وضعت أصحاب العلم في هذه المكانة الساميه و التكريم الكبير رفضتها الأجيال التي تنقل العلم في العشرون عاما الاخيره و ربما أكثر قليلا .. رفضوا مكانة الرسل و رفضوا التكريم في الدنيا و الاخره و ارتضوا فقط بملئ جيوبهم و محافظهم بأموال من يحتاجونهم و لكن كرها و ليس طوعا خوفا و حياءا و ليس حاجة حقيقية تمنح مكاسبهم صفة الحلال .. فإذا كان ما أؤخذ بسيف الحياء حراما .. فما بالك بما أؤخذ بسيف الإجبار و استغلال الحاجه .

و إذا كان معظم المعلمون في مدارسنا ينتهجون هذا النهج الا من رحم ربي و يتعمدون إشعار الطلاب و ذويهم بأن الأمور ستكون سيئه و المستويات ضعيفه و لابد من التقويه .. و التقويه لا تأتي إلا بالدروس الخصوصيه و التي تحولت من مدرس جوال يخرج من بيت إلى أخر و يصارع الوقت ليجمع مالا أكثر .. إلى مراكز تعليميه لا تختلف كثافتها في معظم الأحيان عن كثافة الفصول المدرسيه .. العلم واحد و المعلم في المركز التعليمي هو نفسه المعلم في المدرسه و الطالب المتهم بضعف التحصيل في فصول المدرسه هو نفسه الطالب الذي يتفوق بعد التحاقه بمركز التقويه .. الاختلاف الوحيد هو المعلوم الذي يدفعه الطالب للمركز و المعلم الذي تنازل عن رسالته التي يحملها و واجبه في توصيل الرساله لجيل خلف جيل .. تلك الرساله التي حملها بإرادته وقت أن إختار تعليم الأجيال مهنه و قبل بصعابها المعنويه و الماديه التي لم يكن يجهلها و تفاجأ بها .. لقد اختار الغالبيه من المعلمين الكسب على حساب الرساله و شروا بعلمهم ثمنا بخسا ليس في قيمته السوقيه بل البخس كان في فقدان قيمة و هيبة و مكانة المعلم التي منحها الله خصوصيه .. لقد تحول بكل أسف كل معلم استباح و البس مكسبه الذي ستحصل عليه بسيف الإكراه والاجبار إلى لص يشبه تماما ذلك اللص الذي يثبت الضحيه و يستولي على كل ما معه و لكن بأسلوب لا يجرمه القانون و إن كانت هناك تشريعات تجرم الدروس الخصوصية ولكنها لا تطبق و لا تلقي الجهات المعنية لها بألا بحجة ضعف المقابل الرسمي الذي يتقاضاه و بالطبع العذر هنا أقبح من هذا الذنب .

كان يتعين على الدوله أن تولي المعلم اهتماما أكبر ضمن برامج الإصلاح التي تتبناها الحكومه و توفق من أوضاعه الماديه مثله مثل القضاء و الجيش و الشرطه لأنهم جميعا يمثلون حملة الرسالات الاهم .. العدل و حماية الوطن خارجيا و داخليا و الأهم على الاطلاق بناء الأجيال الجديدة على أسس علميه و أخلاقيه تحفظ الوطن ابد الأبدين .. كبديل ضروري لفئة نضطر اتهامهم بأنهم لصوص .. لكن ليسوا ظرفاء .

محمد ماهر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة