عاتبنى بعض الأصدقاء والقراء على نقدى المستمر لأداء الحكومة وأعتبر بعضهم أنى أشن هجوما منظما منتقدا المساوئ ومتجاهلا الأنجازات بل وحذرنى بعضهم من أن مقالاتى ربما تغضب بعض المسئولين وتجر على عواقب وخيمة لأن هناك من يترصد الأخطاء ويشهر بالبلد وتستغله الأبواق الإعلامية المأجورة فى قطر وتركيا وودت هنا توضيح بعض الحقائق فلا يمكن لجاحد انكار الانجازات الحادثة فى مصر منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم ولا يحتاج الأمر من عاقل الإشادة بما تحقق على كافة أصعدة البنيان والتشييد من تنفيذ شبكات طرق وأنفاق وكبارى ومحطات كهرباء وطاقة متجددة وتحلية ومدن جديدة وخلافه.

ولكن نقدى لأداء الحكومة إنما ينبع من قلب غيور ومحب لبلده ويتمنى إصلاح الخطايا المتراكمة منذ عقود عديدة فالسيد الرئيس يمضى بسرعة البرق بينما تجد الحكومات المتعاقبة تسير بسرعة السلحفاة فتجد دائما توجيهات من الرئيس لسرعة انجاز المشاريع وغيرة وحمية لتخطى الصعاب وعدم التردد أو التباطؤ فى اتخاذ القرار بينما تجد الحكومة تتعثر فى مجموعة من القوانين والبيروقراطية السلبية المعوقة لأى انجاز وهو ما استدعى الرئيس إلى تكليف القوات المسلحة بتنفيذ المشروعات الحيوية الكبرى.

ولا يمكن انكار أنه لولا قيام القوات المسلحة والبعيدة عن تعقيدات الحكومة بسرعة تنفيذ تلك المشروعات العملاقة لأصبحنا وحتى الآن ننظر ونقيم ونقارن ونقوم بترسية مناقصات الأعمال على مقاولين مع مراجعة وتصحيح العقود وخلافه ولأن الحكومة تعلم جيدا معوقات الإنتاج والقوانين العقيمة التى تؤخر الانطلاق إلا أنها لم تقم بتنقيح القوانين ولا التقدم بمقترحات لتعديلها والغاء البنود المعوقة واستبدالها بقوانين أصلح وأفضل تمكنها من محاولة مجاراة سرعة السيد الرئيس وأكتفى رئيس الحكومة ووزرائه بترديد عبارة بناء على توجيهات السيد الرئيس معتقدين أن فى ذلك النجاة من محاسبة مجلس النواب أو انتقاد الشعب لأداء الحكومة ولكن هناك العديد من الأخطاء الفجة التى يتناولها العديد من الكتاب المصريين الوطنيين بالنقد البناء وليس الهدام وتهدف أساسا للاصلاح وتفادى الأخطاء فى ظل تلاشى المعارضة الحقيقية داخل قبة البرلمان والتى يعتبرها كبار الكتاب والمثقفين ورئيس الدولة بحتمية وجودها.

ولعل الأسئلة التى تطرح على سيادته فى مؤتمرات الشباب لأبلغ دليل على رؤيته الحقيقية لضرورة وجود معارضة وطنية تبين الهدف من بعض القرارات وتلقى الضوء على الانجازات كما وتسمح بالمراجعة واعادة النظر فى بعضها فكيف يغفل أى عاقل عن عدم معرفة وزيرة الاستثمار لحجم الاستثمارات الأجنبية الواردة للبلاد ولا قدرة وزير قطاع الأعمال عن إدارة ملف الشركات المتعثرة واللجوء السهل للتصفية ومصير الصناعات الكبرى التى تتهاوى ومعرفة الأسباب وحساب المقصر وكيف التغاضى عن عدم قدرة وزير التنمية المحلية تحجيم الفساد فى المحليات وتكرار نفس الكوارث عند هطول الأمطار واستمرار عجز وزيرة السياحة عن استغلال ثلث آثار العالم وعدم وضوح رؤية وزير المالية فى سد عجز الموازنة وزيادة الدين الداخلى والخارجى وكيفية سداد الديون بفوائدها وجميعها أسئلة مشروعة تحتاج الاجابة.

وأظن أن كل من انتقد ماسبق قدم حلولا ليكون نقدا بناءا ولا نستطيع دفن رؤوسنا فى الرمال خوفا من أعدائنا فخير وسيلة للدفاع هى الهجوم على الأخطاء واظهارها وتصحيحها ولتذهب المخاوف إلى الجحيم فما يهم الجميع هو مصرنا وليس قطر وتركيا.