أحياناً يختلط الأمر علي الانسان عندما يتعرف علي شخص جديد ويدخل حياته، فتتأرجح المشاعر بين التعود واللهفة والإعجاب والحب والتسلية ، وتختلط الأمور في بعض الأحيان ،وخصوصاً إذا شعر المرء معه بالراحة النفسية، وقد يحتار المرء هل انجذابه للطرف الآخر حقيقي أم مجرد احتياج نفسي مؤقت في مرحلة سقوط نفسي وإحساس بالوحدة والفراغ؟

نادراً ما يستطيع المرء أن يحيا وحيداً منعزلاً ، فالوحدة والانعزال تصيب الانسان بالاكتئاب وقد تصيبه بعدم الرغبة في الحياة، ففي بعض الأحيان يحتاج المرء إلي أن يسمع صوتاً مختلفاً عن صوت حديث النفس، وأحياناً يحتاج النصيحة أو كما يقال مجازاً بالعامية يحتاج إلي الطبطبة عندما تشتد به الأزمات ، فكيف يمكن أن يوازن بين ما يحتاجه وبين شكل علاقته بالآخرين؟

المشكلة الحقيقية عندما يكون الإنجذاب بين رجل وامرأة أو تقرب من نوع مختلف، قد يكون بالفعل لملء الفراغ الواقع نتيجة ضغوط الحياة أو انشغال رفقائه الحقيقيين عنه وإحساسه بالعزلة المستمرة فيغفل عما يدور عنه ويبحث لملء هذا الفراغ العاطفي، الأصدقاء أحياناً كثيرة لهم القدرة علي إحداث الفرق وشغل هذا الإحساس الذي يؤدي إلي الاكتئاب ، ولكن ماذا لو انشغل الأصدقاء وأصبح المرء وحيداً منعزلاً؟

ماذا لو انشغل الرجل في ظل ضغوط الحياة بإمرأة أخري وخصوصاً إذا كان في مرحلة تغير نفسي وجسدي أو في مرحلة الانتقال إلي سن اليأس الذي يشعر فيه بأن شبابه قد ولي ويحتاج لتجديده بإمرأة جديدة يشعر معها بالمغامرة بحثاً وراء الشغف الذي يعيد الرغبة النفسية والجسدية، فيعود معه الإحساس أن العمر لم ينتهي وأن الحياة ما زالت مستمرة؟

قد يهمل الزوج زوجته في مرحلة عمرية معينة تكون فيها أكثر إحتياجاً له عندما تشعر هي الأخري بأن الشباب علي وشك الرحيل والمتبقي من العمر هو مرحلة جديدة قد يصاحبها المرض أو الكبر والإحساس بالعجز ،وينشغل بنفسه فقط بحثاً عن حياة جديدة بعيدة كل البعد عن أي شيء يذكره بما مر به من معاناة وضغوط وأحزان ، فيختلط عليه الأمر ويظن أنه يحب من جديد ويدق قلبه دقات العشق والشغف، وفِي حقيقة الأمر هي مشاعر غير حقيقية يحاول الهروب بها من حياته وذكرياته وكل ما يذكره أن العمر يأخذه إلي مرحلة الكبر حيث لا متعة ولا شغف.

وقد تشعر الزوجة بهذا الاهمال ، وتشعر  أن الحياة لم يعد لها معني فالوحدة تطاردها والخوف من المجهول هو المحرك الرئيسي لحياتها، فيختلط عليها الأمر هي الأخري وتحتاج لمن يقف بجانبها إذا احتدمت الأمور، وقد يسيطر عليها الاكتئاب والشعور بالفتور ،وبالتالي يظهر ذلك في ردة فعلها مع زوجها ولا تستطيع أن تتخلص من هذا الشعور.

كلُ منا يمر بمجموعة متتالية من الفتن منها القوية ومنها الضعيفة التي يسهل اجتيازها ، الأكثر خطورة دائماً هو اختلاط المشاعر، لأنه قد يودي إلي كارثة حقيقية وطريق ليس له نهاية ولا يمكن تخطيه بسهولة ، فالقلوب المتألمة تتغير مع الوقت وقد تتفاجأ بها ولا تستطيع أن تحكمها ، والإحساس الدائم بالوحدة والقلق مع ما يصاحبه من تغيرات نفسية في مراحل العمر المختلفة قد يعمي الانسان فينسي مسئولياته وواجباته تجاه الآخرين وتغير موازين الأمور.