عاشق الوطن يكتب في ذكرى تحرير سيناء: نُذكّر لعل الذكرى تنفع المتدبرين


بعلم الوصول
أما بعد،
فلا تحية أستهل بها رسالتي، ولا أمنيات طيبة…
أيها الطامح في أرض سيناء استيطانًا أو احتلالًا أو تهجيرًا من خارج حدود أرضنا الطيبة الطاهرة، ومعك ذلك المُشكك المُبتز من نبتة الشر في حدودنا المقدسة، فلا فرق بينكما موضوعًا، وإن اختلفت تجارتكما شكلًا؛ فهذا تاجر أوطان وحرية، وذاك تاجر دين، ولكنكما في النهاية “تجّار دم”، لا إنسانية لكم ولا أخلاق.
أحيطكم علمًا بأن أرض سيناء هي الشرف الذي وُهب إلينا، والأمانة التي حملنا سرها، والميراث العظيم الذي تركه لنا الآباء والأجداد.
أما الشرف، فنحن لا نؤثر السلامة إن تحرّش به متحرّش.
وأما الأمانة، فقد حملناها وقدمنا ضريبتها دماءً طاهرة من أغلى الأحباب.
وأما الميراث، فلا تفريط فيه ولو أشرقت الشمس من المغرب.
كما أؤكد لكم أن جيش مصر وشعبها قد مرت عليهم آلاف السنين، لم تمر دقيقة منها دون طامعين فيها، أو متآمرين عليها، أو مشككين بها.
ومع ذلك، لم يُفرط مصري في حبة رمل منها.
وحين سقطت غدرًا، عادت شرفًا.
وحين دنّستها أقدام الخوارج، تطهّرت بدماء الشهداء الأبرار.
ويسعدني أن أبلغكم نبأ اليقين:
سيناء مصرية في التاريخ،
مصرية في الحاضر،
مصرية في المستقبل،
مصرية حتى يقضي الله أمره وتُصبح البشرية نسيًا منسيًا.
أما مخططات الاستيطان والتهجير، وأحلام الولاية والاحتلال، فهي من محض أوهام صدّقتموها، وأكاذيب آمنتم بها باطلًا.
وختامًا، من دواعي الفخر أن أقرأ عليكم رد جدي الملك سقنن رع على رسول الهكسوس حين قال له:
“أيها الرسول، نحن لا نعجل بالشر، ولكن إذا تحرش بشرفنا متحرش، لا ننكص على أعقابنا، ولا نؤثر السلامة. ومن فضائلنا ألا نغالي في تقدير قوتنا، فلا تنتظر أن تسمع مني مباهاة وفخرًا. ولكن اعلم أن آبائي وأجدادي حافظوا - ما وسعهم الجهد - على استقلال هذه المملكة، ولن أفرّط أنا فيما عاهدوا الرب والناس على المحافظة عليه.”
لعلكم تعقلون.