أكد اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، أن معركة تحرير سيناء لم تكن لحظة مفاجئة في أكتوبر 1973، بل كانت ملحمة طويلة بدأت منذ لحظة الهزيمة في يونيو 1967، عندما قرر الشعب المصري أن ينهض من كبوته ويعيد بناء جيشه على أسس جديدة من الإرادة والانتماء والاحتراف.

وأشار خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن القوات المسلحة خاضت معركة "إعادة البناء" فور انتهاء نكسة 67، في تحدٍ صعب وسط ظروف سياسية واقتصادية وعسكرية شديدة القسوة، حيث كان العالم يراهن على أن مصر لن تنهض مجددًا قبل عقود، لكن الإرادة المصرية كسرت كل التوقعات.

وأضاف اللواء حفظي أن ما لا يعرفه كثيرون هو أن القوات المسلحة بدأت فعليًا عمليات قتالية منظمة منذ سنوات ما قبل أكتوبر، من خلال "حرب الاستنزاف" التي استمرت لنحو 1000 يوم، وتم تنفيذ أكثر من 4300 عملية عسكرية خلالها، بمعدل يصل إلى 8 عمليات في اليوم الواحد، رغم الفقر في الإمكانيات.

وأوضح أن تلك العمليات كانت بمثابة تدريب حقيقي في ميدان المعركة، وأوصلت رسالة حاسمة للعدو مفادها: "لن تنعم بالهدوء على أرض ليست لك"، وهو ما مهّد نفسيًا وميدانيًا لانتصار أكتوبر العظيم، مشددًا على أن النصر لم يكن وليد ضربة واحدة، بل نتاج ملحمة نضالية ممتدة عاشتها مصر على مدار 22 عامًا من الكفاح المتواصل.