7 علامات تدل على الإصابة بـ”القلق عالى الأداء”


تعد اضطرابات القلق من أكثر الإضطرابات النفسية شيوعا على مستوى العالم، والتى تسبب شعور الشخص بالخوف والرعب عند تعرضه لمواقف معينة، وقد يظهر القلق في صورة أعراض عضوية، مثل سرعة خفقان القلب والعرق الغزير.
ويعد "القلق عالى الأداء" أو الـ " High-functioning anxiety" أحد اضطرابات القلق التى لديها طبيعة خاصة، نظرا لاختلافات علامات الإصابة به عن أنواع اضطرابات القلق الأخرى.
ما هو اضطراب القلق عالى الأداء؟
وفقا لمقالة نشرها موقع "SUN Behavioral Health" أن المصاب بـ"القلق شديد الأداء" لا تظهر عليه أعراض واضحة تشير لإصابته بأحد اضطرابات قلق، مثل الكسل أو الخوف الواضح أو التعرق عند تعرضه لموقف محدد، بل إنه يؤدى مهامه اليومية، سواء الخاصة بالعمل أو فيما يخص العلاقات الشخصية أو المسئوليات العائلية، بشكل طبيعى، لكنه في الوقت نفسه يشعر داخله بمجموعة من المشاعر الصعبة التي تؤثر عليه سلبا، والأمر الأصعب هو أن المريض يجد صعوبة في اكتشاف إصابته بهذا الاضطراب، نظرا لأنه يؤدى مهامه الحياتية بشكل طبيعى، مما يجعله يأخذ وقتا أطول من اللازم للتغلب على تلك المشاعر.
7 علامات تدل على الإصابة بـ"القلق عالى الأداء"
يوجد 7 علامات أساسية، وفقا لموقع "Serenity grove" ، يمكنها أن تنبه الشخص إلى احتمالية إصابته باضطراب القلق عالى الأداء، وهى :
التفكير الزائد
قد يبدو التفكير في الأمر من زوايا مختلفة للوصول لقرار صائب أمرا إيجابيا، ويظهر الشخص باعتباره دقيق ومهتما بالتفاصيل، لكن التفكير الزائد عن الحد يمثل أزمة لأصحاب هذا الاضطراب، ويتسبب في صعوبة اتخاذ القرارات.
السعى إلى الكمال
يبدو السعى للكمال نوع من الرغبة فى التميز عن طريق القيام بعمل عظيم ومتكامل، لكنه في تلك الحالة يظهر بشكل هوس بالتغيير وعمل الأفضل، بسبب الخوف من الفشل، مما قد يتسبب فى تأخير تنفيذ المشروعات وإهدار الوقت والمال.
وفيما يتعلق بالحياة الشخصية، تؤدى الرغبة في الكمال بتلك الحالة، إلى شك المريض طوال الوقت في نفسه وقراراته، وبالتالى فرض مطالب غير واقعية على الآخرين.
متلازمة المحتال
الإصابة بمتلازمة المحتال تجعل الشخص يشعر وكأنه غير مؤهل لأداء الأعمال المكلف بها، وفى حالة كون الشخص ناحجا في مجال من المجالات، تجعله المتلازمة يشعر بتلك الحالة أنه لا يستحق النجاح الذى حصل عليه ويشكك إستحقاقيته لذلك، وترتبط تلك المتلازمة بوضوح بالإصابة القلق عالى الأداء.
صعوبة التفويض
ترتبط تلك العلامة بشكل وثيق بالعلامات السابقة، فإذا كان الشخص، ويجد صعوبة في اتخاذ القرارات، ويخشى أنه لا يستحق المنصب الذي يشغله، بالتالى سيجد صعوبة بالغة فى إسناد المهام للآخرين، وذلك لأن المريض يشعر فى تلك الحالة أن تفويضه لشخص أخر يجعله يبدو وكأنه ليس مجتهدا بالشكل الكافى، ويظهر هنا الخوف من ألا يقوم الشخص المكلف بالعمل على أكمل وجه، لأن ذلك يعنى التقصير في حق المؤسسة التي يعمل بها وفى حق زملاءه ونفسه.
ويظهر القلق أيضا في أن الشخص الذي يتم تكليفه بالعمل، يقوم به بشكل أفضل من صاحب الاضطراب الذى كلفه بذلك، وهو ما يظهره أمام الآخرين باعتباره شخصا مزيفا وفاشلا.
ويشعر المصاب بالاضطراب بالذنب أثناء قيامه الإجازة، وذلك بسبب الخوف المستمر من أن يدرك رؤسائه أو زملاؤه أنهم لا يحتاجون إليه.
الخوف الشديد من الفشل
الفشل جزء لا مفر منه من الحياة، وربما يعلم الشخص دروسا هامة بالحياة، لكن المصابون بهذا النوع من القلق يعانون من الخوف الشديد من الفشل، لاعتقاده بأن إخفاقاته تحدد هويته كشخص، وبالتالى لا تعد أي خسارة بالعمل مجرد إنتكاسة مؤقته، وإنما دليل عدم جدارة ذلك الشخص.
الأعراض الجسدية
بجانب الأعلاض النفسية السابقة، يعانى المصاب بإضطراب القلق عالى الأداء من عدد من الأعراض الجسدية، أهمها:
الصداع المتكرر و آلام المعدة
صعوبة النوم
الشد العضلى
التعب أو الإرهاق العام
الدوار
تسارع ضربات القلب
ألم صدر
الشعور بالاختناق
وخز فى اليدين والقدمين
تغيرات فى الشهية
أسباب الإصابة باضطراب القلق عالى الأداء
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدى للإصابة بهذا الإضطراب، أو تمثل عوامل خطورة تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة به
العوامل الوراثية
من الشائع أن يصاب الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة، يعانون من اضطرابات القلق، بهذه الحالة أيضًا أو يرون أعراضهم طبيعية.
سمات الشخصية
الخجل أو العصبية في المواقف غير المألوفة تزيد من خطر إصابة الشخص باضطراب القلق.
التعرض لمستويات عالية من التوتر أو الصدمات
يمكن أن تؤدي تجارب مثل التوتر في المنزل أو العمل، أو التنمر، أو الموت المفاجئ لأحد الأحباء، أو مشاكل العلاقة أو الطلاق، وحتى الأمور المالية، إلى تعرض الأشخاص لمستويات عالية من التوتر.
5 نصائح للتغلب على القلق عالى الأداء
بجانب ضرورة الحصول على العلاج، يوجد عدد من النصائح التي يمكنها المساعدة
اهتم بنفسك
يبدو الأمر صعبا لأصحاب هذا الإضطراب، لاعتقادهم أن التوقف عن العمل والاهتمام بالنفس يعتبر نوعا من الفشل، لكن الجسم يحتاج إلى الراحة من العمل المتواصل، لذلك يجب الحرص على النوم عدد ساعات كافية وممارسة الرياضة والاسترخاء.
دعم المحيطين
من الضرورى أن يعرف المصاب بالاضطراب أنه ليس عليه القيام بكل شيء بمفرده، لذلك عليه الإعتماد على الأخرين لمساعدته على أداء المهام اليومية والعملية، أيضا تعلم متى يقول "لأ" أمام المهام التي ليس من الضروى أن يقوم بها، خاصة أن المصابين بالاضطراب يقولون "نعم" باستمرار لكل شىء ثم يضطرون إلى العمل بجدية أكبر لإنجازه بمستوى عالى من الكمال، بما يشكل ضغطا بدنيا ونفسيا عليهم.
تقبل النقد
يؤثر النقد لعمل صاحب الاضطراب بشكل بالغ عليه، لذلك عليهم تعلم كيفية تقبل النقد، لأن تطور الشخصية والعمل يحدث على مراحل، ولا يصل للأفضل من أول مرة.
ممارسة اليقظة الذهنية
كما هو الحال مع أي حالة قلق، وليس فقط القلق الشديد، فإن ممارسة اليقظة الذهنية هي طريقة جيدة لتقليل أعراض التوتر والخوف، مثل تفنية "تأمل مسح الجسم"، والتي يتم فيها ملاحظة كل جزء من الجسم، بما فى ذلك الأحاسيس والأفكار والعواطف، والاعترف بها لفترة وجيزة، ولكن دون الحكم عليها أو محاولة إصلاحها ، بما يؤدى في النهاية إلى الهدوء والاسترخاء.