مدحت البسيوني يكتب: ومازالت الصين (بعبع) أمريكا


عندما أطلق ترامب الصواريخ التجارية علي ١٨٥ دولة لاعادة الهيمنة الأمريكية باصلاح المسار الاقتصادي الذى اصابه اختلالات هيكلية في مقدمتها الميزان التجاري وهروب شركات كبري إلي الخارج لتصنيع منتجاتها فوجئ أن العالم تغير وتصدت تلك الدول للرسوم الجمركية برسوم مضادة الأمر الذى سيكون له تأثير سريع علي الأوضاع الداخلية الأمريكية لم تكن في الحسبان ومن ثم تراجع وأجل تلك الرسوم لمدة ثلاثة أشهر إلا أنه استثني الصين وفرض رسوم بنسبة ١٤٥,/, وهكذا كان بمثابة أعلان رسمي الحرب التجارية علي بكين ولماذا الصين فقط؟ كل المؤشرات الأقتصادية تؤكد أن بكين أصبحت المنافس الاقوي وأن كل المعطيات علي أرض الواقع ووفقا للأرقام والمتابعات الاقتصادية تشير إلي ان الصين ستصبح صاحبة اقوي وأكبر اقتصاد في العالم خلال الخمس عشر سنة المقبلة.
يؤيد هذه الرواية الحالة التي يشهدها حاليا الأقتصاد الأمريكي مقارنة بالاقتصاد الصيني .. حجم التجارة بين البلدين ٥٨٥ مليار دولار أمريكا تستورد من الصين بقيمة ٤٤٠مليار في حين تستورد الصين ١٤٥مليار أي أن العجز التجاري ٢٩٥مليار دولار لصالح الصين عام ٢٠٢٤ أضف إلي ذلك الصين تمتلك سندات خزانة أمريكية بقيمة ٦٧١مليار دولار إذا قررت بكين بيعها سيحدث زلزالا ماليا في امريكا .. الصين تستحوذ علي ١٤,/, من حصيلة التجارة السلعية في العالم و ٢٢,/, من حصيلة المنتجات التكنولوجية العالمية ..وقد ادت فرض الرسوم علي انخفاض كبير في نسبة شراء الصينين للمنتجات الأمريكية الأمر الذي أثر علي المصانع الأمريكية مما دفع بتسريح العديد من العمال وانخفاض رواتبهم.
وهناك معضلة ظهرت في رسوم ترامب علي الصين ١٤٥,/, أن امريكا تعتمد علي الصين في المعادن النادرة التي تستخدم في الصناعات التكنولوچية والعسكرية ومن ثم لم يجد مفرا من إعفائها من الرسوم دون الاعلان عن ذلك كما كشفت الصحف الأمريكية .. الصين تمتلك المصانع واليد العاملة ذات الرواتب الرخيصة والبنية التحتية اللازمة لجذب المستثمرين الأجانب الأمر الذي أدي قيام شركات أمريكية بنقل مصانعها إليها خاصة التي تنتج الهواتف الذكية والساعات الذكية وأجهزة التليفزيون والطاقة الشمسية.
وفي إطار المواجهه مع أمريكا بدأت الصين تفتح أسواق جديدة سواء في افريقيا واسيا حيث شهدت خلال الأيام توسع برامجها الصناعية في العديد من الدول جنوب شرق أسيا منها فيتنام وماليزيا وقد قام الرئيس الصيني زياراتها مؤخرا الذي علق علي تلك الأحداث بقوله ( الصين بحر وليس بركة ..العواصف تقلب البركة لكنها لن تؤثر في البحر ابدا .. كل الشواهد تؤكد أن الصين سوف تنتصر في معركتها التجارية مع ترامب وسوف تستمر (بعبع أمريكا)