أبو الغيط: منطقتنا العربية تمر بمرحلة خطيرة.. والعدوان الإسرائيلي على غزة يستهدف محو القضية الفلسطينية


قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن منطقتنا العربية تمر بمرحلة خطيرة في تاريخها الحديث ، وإن العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز مرحلة الوحشية والتجرد من الإنسانية إلى الجنون المشبع بأوهام توراتية وخطاب عنصري كريه، والهدف واضح هو محو القضية الفلسطينية من الوجود، وإخراج الفلسطينيين من الجغرافيا توطئة لضم الأرض من دون سكانها ويحدث هذا كله والعالم يصمت صمتاً لا يمكن وصفه سوى بالعار بل ويشارك البعض بتمهيد الطريق لسيناريو التهجير المرفوض قانونياً والساقط أخلاقياً وإنسانياً.
وأضاف أبو الغيط خلال كلمته فـي المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025 أن القضية الفلسطينية ليست وحدها مصدر قلقنا، وإن كانت لها المكانة الأولى في قلوبنا وعقولنا، فالمنطقة، وللأسف، تمتلئ ببؤر الصراع وانعدام الاستقرار، وهي تواجه تحديات متفاقمة ومعقدة تتراوح بين تغير المناخ وندرة المياه، وصولاً إلى النزاعات المسلحة وأزمات اللاجئين بما لها من تبعات إنسانية واقتصادية، ولا شك هذه العوامل كلها كان لها تأثير سلبي واضح على قدرة الحكومات على تحقيق التوازن المنشود بين النمو الاقتصادي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وضمان العدالة الاجتماعية.
وأضاف أبو الغيط أنه رغم كل ذلك، فإن هناك إرادةً عربيةً صلبة لتحويل التحديات إلى فرص، ولتكريس مفهوم "ألا يترك أحد خلف الركب" كأساس لعملنا المشترك.
وقال أبو الغيط " قطعنا أشواطاً مهمة في مسيرة التنمية المستدامة" حيث أطلقت العديد من الدول العربية استراتيجيات وطنية مبتكرة لتعزيز الطاقة المتجددة، وتحسين جودة التعليم، وتمكين المرأة، ودعم الاقتصاد الأخضر، ومع ذلك، تبقى الفجوات قائمة، خاصة في مجالات الحد من الفقر، وضمان الأمن الغذائي، وحماية النظم البيئية الهشة.وأكد الأمين العام أن المنتدى يذكرنا اليوم بأن الحلول الفعالة تُبنى عبر التعاون الإقليمي، فجامعة الدول العربية تعمل يداً بيد مع منظمات الأمم المتحدة، بخاصة الإسكوا، لتعزيز التكامل بين السياسات الوطنية والإطار الإقليمي، ولتنسيق المواقف العربية في المحافل الدولية، كما أن الاستثمار في البنية التحتية المشتركة، وتشجيع الابتكار التكنولوجي، وتمكين الشباب، هي ركائز لا غنى عنها لاقتصاداتٍ عربيةٍ مرنة، وقادرة على الصمود، بخاصة في أجواء الاضطراب الاقتصادي وانعدام اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي اليوم.
وأكد أبو الغيط أننا نشهد هذا العام مرور 80 عاما على تأسيس جامعة الدول العربية وكذلك الأمم المتحدة، كأقدم منظمتين تم إنشاؤهما ومازالتا مستمرتين حتى الآن، لقد نجحت الجامعة العربية في الحفاظ على الهوية والتراث العربي، على المعنى المتجدد للانتماء للعروبة كفكرة منفتحة قادرة على استيعاب العصر، ومازالت الجامعة تمثل ثقلاً محورياً معنوياً وسياسياً ، أما الأمم المتحدة فهي المنظمة الحاضنة للجميع والتي تساهم بفاعلية في منظومة العمل الدولي، ونحن نحتاج إلى دورها اليوم أكثر من أي وقت مضى، كصوت يعبر عن الضمير الإنساني، ويعلي من قيمة القانون الدولي والقواعد وكإطار ناظم للعلاقات بين الدول على أساس السيادة المتساوية في مقابل منطق القوة الذي ساد العلاقات الدولية زمناً وأدخل العالم في دوامة الحروب المدمرة والصراعات الدموية التي يخرج منها الجميع خاسراً.