مناقشة رواية ”بعد الخماسين” لمنى شماخ بنادي أدب ثقافة الإسماعيلية


نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ندوة أدبية لمناقشة رواية "بعد الخماسين" للكاتبة الروائية منى شماخ، ضمن برامج وزارة الثقافة.
نفذت الندوة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بنادي أدب قصر ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة كوكبة من الأدباء والنقاد والمبدعين، من بينهم جمال حراجي، فتحي نجم، سمير قاعود، فوزي سعد، محمد البنهاوي، أحمد الجابري، د. أحمد رمضان، خالد حجاج، فهمي عبدالله، هدى عبدالله، إسماعيل الغياتي، عادل عبد المنعم، ونجدي أمين.
أدار اللقاء الكاتب أحمد نجم، عضو نادي الأدب، وافتتحه بتقديم موجز عن الكاتبة منى شماخ، الروائية والإعلامية وعضو نادي أدب مصر الجديدة، مشيرا إلى مسيرتها الأدبية وتنوع إصداراتها في مجال القصة القصيرة والرواية.
وخلال الندوة، أشار د. عادل يوسف إلى استخدام الكاتبة للغة العربية الفصحى بأسلوب سلس وبليغ، ما جعل الرواية في متناول جميع القراء، موضحا تميز الحبكة وبراعة الربط بين الشخصيات، لافتا إلى أن العمل يقترب من السيرة الذاتية، ما أضفى عليه طابعا واقعيا عميقا.
وتواصلت الفعاليات، المقدمة بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة د. شعيب خلف، وفرع ثقافة الإسماعيلية برئاسة شيرين عبد الرحمن، بكلمة د. حسن سلطان رئيس نادي الأدب، الذي أكد أن الرواية تحمل رسالة أمل تتماشى مع عنوانها الرمزي، مشيدا بالأسلوب البلاغي المعتمد على الإنشاء الطلبي، الذي أضاف للرواية بعدا فنيا مميزا، مشيرا في الوقت ذاته للسياق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي تنطلق منه.
وفي قراءة تحليلية، تناولت د. صفية فرجاني البعد النفسي في الرواية، خاصة فيما يتعلق بمرحلة منتصف العمر، موضحة كيف تناولت الكاتبة تلك المرحلة باعتبارها نقطة تحول في وعي الإنسان وتكوينه النفسي والاجتماعي، وتطرقت إلى قضايا الطلاق والتصابي والتحديات التي تواجه المرأة في المجتمع. واختتم الكاتب أحمد نجم الندوة بفتح باب المناقشة للحضور، في أجواء من التفاعل النقدي.
رواية "بعد الخماسين" صدرت عن دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع مطلع هذا العام، وتحكي قصة امرأة مصرية اغتربت سنوات طويلة مع زوجها بحثا عن حياة أفضل، وظل حلم العودة إلى الوطن يرافقهما حتى باغتتها الحياة بفقدانه، لتجد نفسها وحيدة أمام قرار مصيري: العودة إلى وطن تغير، أم البقاء في غربة لم تعد مؤقتة؟ تعود بالفعل، لكنها تصطدم بشعور جديد بالاغتراب، فتسكن بيتا لا يمتلئ، ووطنا لا يشبه ذاك الذي كانت تحلم به، ومع تأجيرها الطابق العلوي لعائلة سورية، تبدأ رحلة جديدة من التماس الإنساني، ينعكس فيها ألم الفقد بالغربة، لكنها تجد أيضا شيئا من السلوى.
تتواصل مع صديقات الجامعة، لتكتشف أن كل منهن تحمل حكاية عن التحولات القاسية: خيانة، طلاق، جفاف في العلاقات، وصراعات داخلية. الرواية تطرح بعمق أسئلة الانتماء والبحث عن الذات بعد الخسارات، وتؤكد أن الوطن قد يصبح غربة، وأن الغربة قد تتحول وطنا، وأن النجاة لا تكون في انتظار ما فقد، بل في القدرة على خلق بداية جديدة، حتى لو لم تكن كما حلمنا بها يوما.