محاولة لفهم الاجتماع الطارئ ماذا دار بين ترامب ونتنياهو في الاجتماع الطارئ؟.. هذا السؤال فرض نفسه بعد أن أعلن عن إلغاء المؤتمر الصحفي قبل لقائهما بفترة قليلة خاصة أن جرت العاده ووفقا للبروتوكول المتبع في اجتماعات الرئيس الأمريكى مع الرؤساء أن تعقد المؤتمرات الصحفية لكن اكتفي بطرح عدد محدود من أسئلة الصحفيين في المكتب البيضاوي.

هذا الإلغاء الذي يمثل خروجا عن المعترف دفع المراقبين والسياسيين أن تختلف الرؤيا التحليلية وان كانت كلها تصب في محور واحد خاص بإسرائيل سواء أكان ذلك يمثل لها إيجابيا أو سلبيا حيث يرى البيت الأبيض أن هناك ملفات حساسة يجب عدم الافصاح عنها أمام الإعلام والرأي العام أو بالتعبير الدارج هناك (طبخة ترامبية) يريد تمريرها يدعم ذلك أن تم استدعاء نتنياهو علي عجل أي لم يكن هناك ميعاد مسبق.

إن البحث عن محاولة لفهم تلك التطورات السريعة للإدارة الأمريكية يدفعنا لربط ماقام به السيسي، ماكرون وعبدالله بالاتصال بترامب قبل اللقاء المرتقب بفترة وجيزة، وأيضا تتدخل روسيا مدفوعة بدعم خليجي وفي مقدمتهم السعودية لإيقاف حرب التصريحات بين واشنطن وطهران التي تقودها تل أبيب، لو قرأنا التصريحات والتدخلات بين ترامب ونتنياهو في المكتب البيضاوي تكشف إلى حد ما ماجري في المحادثات بين الرئيسين.

بالنسبة لحرب غزة قال ترامب ارغب في وقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين ونحن نعمل على اتفاق جديد بخصوص الرهائن ووقف القتال.. هذا التصريح يمثل تطورا جديدا مختلف مع تعامله في الحرب على غزة ويخالف سياسة نتنياهو الرافض لوقف الحرب هذا التطور المفاجئ لم يكن يحدث إلا بالاتصال الذي جرى بين القادة الثلاثة والرئيس الأمريكي الذي ينبأ أنه تم أيضا اتفاقات خاصة بحماس ووضعها في القطاع، خاصة أن نتنياهو متمسك بخروجها بعد أن فشل في القضاء عليه، كما أعلن هذا الملف أحيط بالسرية.

هل سيكون البديل السلطة الفلسطينية وواقف ترامب برفض التهجير إلي مصر والأردن كما أن زياراته المرتقبة إلى السعودية قد تكون عامل مساعد وداعم لما اتفق عليه حيث يرى أن زياراته للمملكة ومعه قرار وقف القتال تمنح زيارة التريليون دولار زخما عربيا وتخفف من حالة الغضب الواسع ضده.

أما السبب الثاني أو يمكن نعتبره الاول لاستدعاء نتنياهو ملف البرنامج النووي الإيراني، حيث اتجه ترامب اتجاها مخالفا لاستراتيجية تل أبيب المتمثلة في شن حرب و تدمير المفاعل النووي إلى التوصل لاتفاق سلمي مع إيران هذا التطور جاء بإيعاز من روسيا حيث يعيش ترامب و بوتن حالة من الود والتفاهم غير مسبوقة روسيا تدخلت عقب اشتعال الموقف بين اسرائيل وإيران لتسدد جزء من الدين لطهران التي ساعدت ودعمت موسكو في حربها مع أوكرانيا وهناك عامل أخر لا يمكن تجاهله حيث هددت إيران بضرب دول الخليج المقام بها القواعد الأمريكية ومن ثم من صالح تلك الدول التدخل لمنع الحرب ضد طهران سواء ذلك عبر موسكو أو واشنطن.

هذه مجرد قراءة لماذا استدعى ترامب نتنياهو ولماذا ألغى المؤتمر الصحفي وماذا دار في الاجتماع الطارئ؟