”معاريف العبرية”: ترامب أحرج نتنياهو خلال زيارته في البيت الأبيض


حظي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستقبال بالغ الحفاوة لدى وصوله للبيت الأبيض، حيث استقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورافقه إلى قاعة حيث وقع على سجل الزوار الذهبي قبل بدء محادثات الزعيمين.
وشوهد ترامب وهو يقوم بتعديل الكرسي لنتنياهو عند جلوسه، ليقف معه بعد توقيعه على السجل في مشهد عكس التقارب الكبير بينهما وأوحى بنجاح نتنياهو في مساعيه من الزيارة قبل بدء محادثاته مع ترامب حول الرسوم الجمركية والحرب في غزة والملف النووي الإيراني.
الزيارة، وعلى الرغم من مظاهر الحفاوة البالغة، سبقها جملة من الخطوات أثارت استغراب المتابعين، خاصة وأنها تغاضت عن عدد من الرسميات التي غالبا ما ترافق زيارة قادة الدول للبيت الأبيض. بداية، كان هناك إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان مقررا عقب اجتماعهما قبل موعده بدقائق، من دون إبداء أي أسباب. وتمت الاستعاضة عنه بلقاء مع الصحفيين "مباشر على الهواء"، قال خلاله نتنياهو أن إسرائيل ستعفي البضائع الأمريكية الواردة إليها من الرسوم الجمركية.
كما تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الحرب في غزة، معتبرا أنها مستمرة حتى القضاء على حماس، ومشددا على أن إسرائيل ستعمل على تسهيل "الهجرة الطوعية" لسكان القطاع إلى عدد من الدول، لم يسمها، قال إنها تتفاوض مع بلاده حاليا حول استقبال الفلسطينيين.
كما ذكر نتنياهو بموقف إسرائيل من الملف النووي الإيراني وأنه يجب عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن إسرائيل ستدعم الولايات المتحدة في أي إجراء تتخذه بهذا الشأن..
كان لافتا أنه مع انتهاء كلمة نتنياهو، بادر ترامب إلى الحديث، قاطعا أسئلة الصحفيين لضيفه، ليكرر جملة من مواقفه السابقة خاصة بشأن غزة وتهجير الفلسطينيين وتحويلها إلى منطقة "جميلة".
لكن ما لفت انتباه المراقبين كان إصرار ترامب على عدم الالتزام بإعفاء إسرائيل من الرسوم الجمركية، التي تبلغ 17% على وارداتها للولايات المتحدة. وردا على سؤال حول الموضوع، لم يعلن الرئيس الأمريكي التزامه بذلك، وقال "حسنا، نحن نتحدث عن تجارة جديدة كليا. لا تنسوا، نحن نساعد إسرائيل كثيرا. نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنويا وهذا مبلغ كبير".
وحاولت تل أبيب استباق إعلان ترامب عن الرسوم الجديدة بإلغاء الرسوم المتبقية على 1% من السلع الأمريكية التي كانت لا تزال تخضع لرسوم في إسرائيل، لكن ترامب مضى قدما في فرض رسومه، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها عجز تجاري كبير مع إسرائيل، أحد أبرز المستفيدين من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وكرر ترامب أن الولايات المتحدة تمنح الأموال لإسرائيل عدة مرات، "نمنح إسرائيل مليارات الدولارات سنويا. مليارات. إنها من أعلى المبالغ التي نمنحها. نعتني جيدا بأصدقائنا ولا نهتم بأعدائنا"، لكنه أتبع ذلك بالقول "تعرضنا للسرقة والاستغلال من دول كثيرة على مر السنين، ولم يعد بوسعنا الاستمرار في ذلك".
والولايات المتحدة أقرب حليف لإسرائيل وأكبر شريك تجاري لها، وسجلت العام الماضي عجزا في تجارة السلع مع إسرائيل بقيمة 7.4 مليار دولار.
المفاجأة الأبرز لنتنياهو والوفد المرافق له، خلال الحوار مع الصحفيين في البيت الأبيض، كانت إعلان ترامب عن المفاوضات المباشرة مع الإيرانيين بشأن الملف النووي. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر أن إسرائيل لم تكن تعلم مسبقا بالمفاوضات المباشرة بين الطرفين. ونقلت عن مصدر في الوفد الإسرائيلي أن "الصدمة" كانت واضحة على وجوه أعضاء الوفد عقب الإعلان عنها.
وقال ترامب للصحفيين "نجري محادثات مباشرة مع إيران. بدأت وستستمر السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية وسنرى ما يمكن أن يحدث". وأضاف "أعتقد أن الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل".
وتفتح هذه المفاوضات الباب أمام تجنب توجيه ضربات عسكرية أمريكية لإيران، وهو الخيار الذي يسعى نتنياهو لتحقيقه.
وقال نتنياهو، الذي لم يخف عدم حماسته للمفاوضات بين واشنطن وطهران، إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية "بشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فإنني أعتقد أن هذا سيكون أمرا جيدا".
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن نتنياهو فشل خلال الزيارة في إقناع ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية على صادرات إسرائيل للولايات المتحدة.
واعتبر موقع "واللا" الإسرائيلي أن اللقاء الأخير بين نتنياهو وترامب "قد يكون الأكثر فشلا على الإطلاق"، حيث يغادر رئيس وزراء إسرائيل واشنطن "خالي الوفاض" في وقت تتخذ فيه المفاوضات الأمريكية الإيرانية زخما جديدا.
وقال الصحافي باراك رافيد في مقال في موقع "واللا" إن نتنياهو وجد نفسه في "وضع محرج ومهين وكديكور لرئيس الولايات المتحدة"، مضيفا أن اللقاء الصحفي المباشر أدى بنتنياهو لأن "نفسه في المكتب البيضاوي في موقف لم يكن يتوقعه"، إذ ألقى ترامب "كرات سياسية أمنية واقتصادية معقدة" باتجاهه، لكنه فشل في الرد عليها واحدة تلو الأخرى.
من جهتها، اعتبرت صحيفة "معاريف" أن نتنياهو اختتم أسبوعه في الخارج بحدث محرج خلّف علامات استفهام أكثر من اللازم والقليل من الأجوبة.
وأشارت "معاريف" إلى أن ترامب أحرج نتنياهو بالبث الحي، بعد أن أمل رئيس الوزراء في زيارته الخاطفة حل عدة قضايا بضربة واحدة.