دراسة تحدد نوعا من الفواكه يساعد فى الوقاية من السرطان


يمكن للتغييرات الصغيرة في نظامك الغذائي أن تقطع شوطًا طويلاً في الوقاية من الأمراض المهددة للحياة مثل السرطان، وفي حين أن تطور السرطان يتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل مثل العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة والعمر، فإن أهمية الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والمركبات النباتية في مكافحة المرض لا يمكن إنكارها، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وقد كشف باحثون من البرازيل وألمانيا مؤخرًا عن رؤى واعدة حول إمكانات مكافحة السرطان في الفواكه مثل البابايا من خلال التعمق في خصائصها الجزيئية، حيث اكتشف العلماء دورها في الوقاية من الأمراض وعلاجها، وتم تقديم نتائج الدراسة في أسبوع FAPESP في ألمانيا، ويسلط عملهم الضوء على الفوائد العلاجية المهمة للمواد الكيميائية النباتية، مع التركيز بشكل خاص على كيفية مكافحة المركبات النباتية للعدوى والمساعدة المحتملة في علاجات السرطان.
البابايا
لا تقتصر فوائد البابايا على علاج الإمساك وتزويدك بجرعات وفيرة من الفيتامينات الأساسية مثل A، B، C، بل لها أيضًا فوائد عجيبة أخرى قد تحميك من بعض الأمراض الفتاكة، وذلك بفضل الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، والبروتينات، والكربوهيدرات، والقلويدات الغنية مثل الكارباين والسودوكارباين، وغيرها من المركبات النشطة بيولوجيًا، وتتميز البابايا أيضًا بتأثيرات مضادة للسرطان، حيث وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة BMC، فقد رُبطت البابايا بالخصائص الوقائية الكيميائية، والتي تشمل تنشيط الجينات الكابتة للأورام، وإلغاء تنشيط منتجات الأورام النسخية، وتقليل الضرر التأكسدي من خلال العمل كمزيلات للجذور الحرة.
ماذا تقول الأبحاث؟
قام باحثون في البرازيل، بالتعاون مع مركز أبحاث الأغذية (FoRC) - أحد مراكز البحث والابتكار والنشر التابعة لـ FAPESP - بتقييم الآثار البيولوجية للسكريات المتعددة القابلة للهضم والذوبان في الماء، مثل البكتين، على البشر، حيث تُشكل البكتينات، الموجودة في البابايا والحمضيات، جزءًا كبيرًا من ألياف هذه الفاكهة، وقد رُبطت بانخفاض الأمراض المزمنة غير المعدية.
الفواكه مثل البابايا والحمضيات مثل البرتقال، ميزتها في أنها تنضج بسرعة، مما يتسبب في تليين اللب وتغيير بنية البكتين، وهي مهمة لتأثيرات مثل تعديل ميكروبات الأمعاء، حيث أثناء نضج الفاكهة، يتم التعبير عن الإنزيمات التي تعدل بنية البكتين، مما يقلل من آثارها البيولوجية المفيدة، وقد طور باحثون برازيليون طرقًا لاستخراج البكتين من الجزء الأبيض من البرتقال، والذي يسمى البياض، والذي عادة ما يتم التخلص منه أثناء إنتاج العصير، ثم قاموا بتعديل هذا البكتين في المختبر لتقليل تعقيده وتعزيز نشاطه البيولوجي.
وقال الباحثون "لدينا بالفعل نموذج أولي لاستخراج هذه البكتينات وتعديلها على نطاق المختبر، والفكرة هي الحصول على منتج، مثل دقيق غني بالبكتين المعدل، يمكن استهلاكه كمكمل غذائي أو مكون غذائي"، ويجري الباحثون دراسات على الحيوانات لإظهار العلاقة بين البكتين المعدل وزيادة النشاط البيولوجي.
وأضاف الباحثون "يمكن أن تكون هذه الدراسات ما قبل السريرية بمثابة أساس لتطوير التجارب السريرية [مع البكتين المعدل] كمساعدات للعلاج الكيميائي لسرطان القولون أو حتى كمعدلات مفيدة للميكروبات المعوية ".