سلطت صحيفة (الجارديان) البريطانية، الضوء على معاناة النساء في أفغانستان؛ بسبب القيود التي تفرضها حركة "طالبان" على حرية الحركة بالنسبة للمرأة الأفغانية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير إخباري، إلى أن حركة "طالبان" - التي تحكم البلاد منذ ما يزيد على ثلاث سنوات - تمنع المرأة الأفغانية من الحركة دون مرافق من أقاربها المحارم؛ مما يقيد من حرية تحركها لأسباب ضرورية، مثل زيارة الطبيب أو اصطحاب أحد أطفالها لتلقي العلاج.

وأوضح التقرير أن تلك الممارسات من جانب "طالبان" ألقت بظلالها السلبية على قدرة المرأة في أفغانستان على الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لها ولأطفالها؛ مما تسبب في زيادة معدلات الوفاة على نحو ملحوظ منذ تولي حركة طالبان مقاليد الحكم هناك، لافتا إلى أن الوضع الحالي في أفغانستان أدى إلى تفاقم معاناة الشعب الأفغاني خاصة النساء والأطفال، حيث إن البلاد - طبقا لإحصائيات البنك الدولي عام 2020 - كانت تعاني من معدلات وفيات أعلى ثلاث مرات عن المعدلات الدولية حتى قبل تولي حركة طالبان مقاليد الحكم.

وأشار التقرير إلى تحذير الخبراء من أن استمرار تلك الأوضاع في البلاد من شأنها زيادة معاناة الشعب الأفغاني، خاصة بعد أن أصدرت السلطات هناك قرارا العام الماضي يمنع النساء من تلقي التدريب على الرعاية الصحية.

وأبرزت الصحيفة - في سياق متصل - تقريرا لمنظمة الصحة العالمية يشير إلى أن ما يقرب من 24 أماً و167 طفلاً يلقون حتفهم يوميا في أفغانستان؛ بسبب عدم توافر أساليب وقائية للحماية من الأمراض، لافتا إلى أن ما يقرب من 20 ألف قرية في جميع أرجاء البلاد تفتقر إلى خدمات الرعاية الطبية الأساسية مما يعني حرمان حوالي 14 مليون شخص من الرعاية الصحية.

وأشارت الصحيفة إلى تقرير أممي عن المرأة الأفغانية يوضح أنه بحلول عام 2026 سوف ترتفع نسب وفيات النساء في أفغانستان أثناء الوضع لتصل إلى 50 بالمائة.

وأورد التقرير شهادة العديد من العاملين بالمستشفيات في أفغانستان الذين أفادوا أن النساء في أفغانستان يعانين من الحرمان من الوصول لمراكز العلاج بسبب القيود المفرضة عليهن في ظل غياب مرافق من الرجال المحارم وأن من يأتين إلى المستشفيات يصلن في وقت متأخر بعد تدهور حالتهن الصحية.

ولفتت (الجادريان) في الختام إلى أن الأوضاع الصحية في أفغانتسان تزداد سوء خاصة في ظل النقص الحاد والمتزايد في الأطقم الطبية المدربة مما يعرض حياة الكثير من أبناء الشعب الأفغاني وخاصة النساء للخطر ولاسيما في المناطق الريفية والنائية.