هناك صنف من البشر كلما أنعمت اليه ازداد علوا عليك واستخفافا بك،بل وينظر اليك بأنك مُجبر على هذا العطاء كلما عطفت عليه زاد جحوده لك وكلما قدرته ورفعت من شأنه ازاد تعالي عليك وكلما دافعت عنه زادت طعناته لك وكلما وثقت فيه كلما زاد غدره بك هذا الصنف من الناس مثل الارض البور لا تتوقع منه ثمرة عملك الطيب معه ،لا تعامله بمثل ماعاملك به فأنت أعلى وأرقى من هذا المسلك المتدني لكن مطلوب منك التوقف عن عطائك له وإنعامك عليه ،لا تعطيه أكثر من قدره ولا تتعامل معه بأكثر من مكانته، اجعل عطائك السخي الى من يحفظ الصنيع ،فإذا كانت نتيجة العطاء تعبك وضررك وبؤسك فلا عطاء ولا حب فخساره حينئذ تعد قمة المكاسب.

استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله
مجرد خاطرة
ا.د فتحي الشرقاوي

أستاذ علم النفس جامعة عين شمس