دائمًا ما كانت الدراما المصرية مرآةً تعكس نبض المجتمع، وتنقل تحوّلاته الاجتماعية والثقافية، وتسهم في تشكيل الوعي الجماهيري تجاه القضايا المصيرية، وكانت الدراما في السابق صناعة لكنها تحولت مؤخرا إلى تجارة.

كما أن الدولة كانت هي التي تساهم في هذا المجال، إذ كان يوجد إنتاج تلفزيوني وكانت هناك أهداف وضعها متخصصون في الإعلام وعلم النفس وعلم الاجتماع لمعنى المجتمع وصياغته، ومن تلك المقدمة انتقل الى التفاصيل حيث أعلن رئيس الوزراء عن تشكيل مجموعة عمل تعنى بوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما، وضبط الأعمال الدرامية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى أكد فى إحدى مداخلاته أنه عندما حدثت تطورات على مدار 40 سنة مضت، بدأ تليفزيون الدولة يكون محملًا بأعباء ما جعله غير قادر على أداء هذا الدور، فتحول الأمر من صناعة إلى تجارة، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لتحقيق أرباح جيدة ويكون العمل في نفس الوقت جيدًا، معقبًا: «أنا خايف على الذوق العام بتاعنا».

ولاشك أننى أتفق مع هذا التوجه لمستقبل الدراما المصرية حيث أن الدراما هى مرآة المجتمع المعبرة عن همومه ومشاكله والأعمال الحالية لا تعبر عن واقع الشعب المصري وتهمش معايير الأخلاق القويمة للمجتمع المصرى وما يعمل عليه صناع الدراما الآن للأسف هو اجتذاب حالات شاذة والتركيز عليها ما يفقد العمل الدرامي قيمته الحقيقية، وأخيرا أرى أن الشاشة الفضية لابد أن تكون منبرًا مستنيرا تعرض القضايا المجتمعية بشكل يحتوى على المشكلة و الحل أو المرض والعلاج، ولا تكتفي برصد التحديات ، بل تدعو إلى التغيير المجتمعى نحو الأفضل فى السلوكيات والأخلاق وإعادة تشكيل المفاهيم الاجتماعية فى إطار الدين والعادات والتقاليد، فتغدو بذلك رسالة الفن أعمق أثرًا، وأكثر التصاقًا بالواقع، وللحديث بقية إن شاء الله.