محمد إسماعيل يكتب: عيد الأم


كلما يحل عيد الأم، تعود إليّ أجمل الكلمات التي كتبتها عنها، ويغمرني الحنين إلى تلك المشاعر الصادقة تمتلئ صفحات الفيسبوك بعبارات تحتفي بالأم، بعضها يخلّد ذكرى من رحل، وأخرى تعبّر عن امتنان من لا تزال أمه بين أبنائها، يدعو لها ويقبل يديها.
لكن، بين المادحين قد يكون من أنسته الدنيا أمه، وبين المقبلين يديها من يفعل ذلك لمجرد صورة توثق حبّه لها فالحب الحقيقي للأم لا يكون في الكلمات وحدها، بل في البرّ بها، والاقتراب منها، والحديث معها، والاستماع إلى ما تقول، والابتسام عند حديثها. لا تخجل من تقبيل يديها بين الحين والآخر، ولا تبتعد عنها في كبرها، فربما تكون هذه اللحظات الأخيرة معها اغتنم وجودها، واشبع من حنانها ودعائها ونظراتها التي لن تجد مثلها أبدًا.
أما لمن ودّع أمه ووارتها الأرض، فليبقَ الدعاء والصدقة سُبلًا لبرّها، ولنتذكر كيف كانت تحنّ علينا صغارًا، وتعفو عن قسوتنا كبارًا، ولم ينقص حبّها لنا يومًا.
ليتنا لم نفرّط يومًا في احتضان كفّها على وجوهنا، نشعر بدفء قلبها وصدق دعائها.
إلى أمي وكل أم، كل عام وأنتِ بخير إن كنتِ في الآخرة، فأسأل الله لكِ جنة النعيم، وإن كنتِ بيننا، فأسأل الله لكِ عامًا سعيدًا، ونحن حولكِ في كل لحظة، لا نهجركِ لدنيا ولا لأبناء ولا لزوجة.
أحبكِ يا أمي، ولقاؤنا بإذن الله في جنات النعيم.