خط أحمر
الثلاثاء، 18 مارس 2025 10:28 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

د. محمد سيد أحمد يكتب: كربلاء جديدة في الساحل السوري !!

خط أحمر

أعاد ما حدث لأهالينا من أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري خلال الأيام الماضية على يد سفاحي أبو محمد الجولاني الإرهابي الدموي الملطخة يديه بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا العربي في بقاع عربية عدة أخرها سورية العربية والمنصب نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، بما حدث في كربلاء قبل أربعة عشر قرناً ونيف من الزمان حيث قتل سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بدم بارد في معركة غير متكافئة مع سفاحي يزيد بن معاوية بعدما رفض الحسين مبايعته للخلافة، حيث تفاوتت تقديرات جيش يزيد بقيادة عمر بن سعد حيث تشير المصادر التاريخية أنه وصل إلى ٤٠ ألف، وذكر السجاد أنهم كانوا ٣٠ ألف، وذكر المسعودي أنهم ٢٨ ألف، وذكر الطبري أنهم ١٤ ألف، في حين كان الحسين ومن معه عددهم ٨٩ رجلاً كما تؤكد المصادر التاريخية، وروى اليعقوبي أن عددهم بلغ ٦٢ أو ٧٢ رجلاً، وروى ابن شهر آشوب أن عددهم كان في كربلاء ٨٢ رجلاً.

فأرسل يزيد رسالة إلى وليد بن عتبة يقول فيها: "أما بعد فخذ حسيناً وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام"، ثم أردف يزيد كتابه هذا بكتاب آخر جاء فيه: "أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل علي بجوابه وبين لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي"، وكانت النتيجة معركة كربلاء التي تعد أكثر المعارك جدلاً في التاريخ الإسلامي، فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية وعقائدية واجتماعية ونفسية لا تزال موضع جدل حتى اليوم، حيث تعد هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ، حيث أصبحت كربلاء رمزاً للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية، وأصبح يوم ١٠ محرم أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة رمزاً من قبل الشيعة "لثورة المظلوم على الظالم، ويوم انتصار الدم على السيف".

فخلال الأيام الأولى من شهر رمضان قامت عصابات الجولاني باقتحام الساحل السوري وارتكاب جرائم أبشع مما تم في كربلاء، ففي كربلاء كانت هناك معركة بين جيشين غير متكافئين وكان هناك رفض من الحسين مبايعة يزيد، أما اليوم فالإرهابي الدولي أبو محمد الجولاني أمر زبانيته باقتحام بيوت الآمنين من أبناء الشعب العربي السوري المنتمين للطائفة العلوية وذبحهم وحرقهم أحياء وأمام الكاميرات، وهناك ألاف الصور والفيديوهات التي قاموا هم أنفسهم بتصويرها وهم يمارسون التعذيب والقتل والتمثيل بالجثث وحرقها، فهنا في كربلاء الجديدة لا توجد معركة من الأساس بل هجوم غاشم على مواطنين أبرياء لم يرفضوا حكم الإرهابي الجولاني وعصابته، ولم يخرج أحداً من بيته مندداً أو معترضاً ولو سلمياً على الممارسات والقرارات المجرمة للجولاني وعصابته والتي تمارس منذ استيلائهم على السلطة بدعم أمريكي وصهيوني وتركي في الثامن من ديسمبر الماضي.

وتمت المذبحة في ظل صمت عربي ودولي مريب، وغياب تام لوسائل الإعلام العربية والغربية التي تعمل وتدار بواسطة المال الصهيوني حول العالم، لكن الصور والفيديوهات التي تم تصويرها بواسطة المجرمين أنفسهم تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل الصوت والصورة للعالم أجمع، وأضطر مجلس الأمن لعقد جلسات سرية مغلقة استمرت لأيام لمناقشة الموضوع، وعلى غير العادة صدر بيان يقر بالإجماع "وقوع عمليات قتل جماعي للمدنيين السوريين لا سيما في صفوف العلويين، وأدان المجلس بشدة أعمال العنف واسعة النطاق التي ارتكبت في الساحل السوري، ودعا المجلس للوقف الفوري لجميع أعمال العنف والأنشطة التحريضية، وأكد المجلس على أهمية مكافحة الإرهاب معرباَ عن قلقه البالغ للتهديد الخطير الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب، ودعا المجلس السلطة السورية المؤقتة لحماية جميع السوريين بغض النظر عن عرقهم ودينهم، ودعا المجلس السلطة المؤقتة باتخاذ تدابير حاسمة لمواجهة التهديد الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب، ودعا المجلس السلطة المؤقتة بإجراء تحقيقات سريعة وشفافة ونزيهة ومستقلة وشاملة تتماشى مع المعايير الدولية وتقديم الجناة إلى العدالة ومحاسبة مرتكبي عمليات القتل الجماعي".

وبالطبع ما صدر عن مجلس الأمن في إثبات الجريمة وإدانتها يقدر ويثمن، لكن الغريب والعجيب هو ما جاء من قرارات تطالب السلطة السورية المؤقتة بالتحقيق في المذبحة وكأن مجلس الأمن لا يعلم بأن هذه السلطة هي المجرم الحقيقي، وبما أن المجلس أصم وأعمى فعلينا أن نذكره بأن الجولاني وعصابته هم المقاتلون الإرهابيون الأجانب الذين قاموا بعمليات القتل الجماعي لأبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، وهناك تسجيل صوتي على اليوتيوب للإرهابي الجولاني في عام ٢٠١٥ يحرض فيه دواعشه على استهداف مناطق العلويين كما وضع جائزة لمن يتمكن من اغتيال سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله، واغتيال الرئيس بشار الأسد، وهو ما يؤكد على أن استهدف الجولاني وعصابته للعلويين أمر مبيت ومخطط له من قبل، وبما أن العدو الأمريكي أحد أبرز أعضاء مجلس الأمن فنذكره أيضاً بما نشر على شبكة CNN في ١١ مايو ٢٠١٧ بأن الخارجية الأمريكية أعلنت جبهة النصرة تنظيم إرهابي، وعرضت واشنطن عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تؤدي إلى التعرف أو تحديد مكان زعيمها الإرهابي أبو محمد الجولاني، لقد أصبح مكان الجولاني الإرهابي الدولي معلوم للقاصي والداني، فليتحرك مجلس الأمن والمجتمع الدولي برمته للقبض عليه ومحاسبته، وكل جرائمه موثقة بالصوت والصورة، وإلا فالجميع شريكاً في دم شهداء كربلاء الجديدة، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

د. محمد سيد أحمد كربلاء جديدة الساحل السوري خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة