أثار صديقى العربى انتباهى لموضوع هام فقد سألنى بخبث هل يعيش المصريون حياتهم فى مناسبات سعيدة وأفراح طول العام؟ فأجبته بالطبع لا هنا أفرغ ما فى جعبته وقال يا أخى ومنذ دخولى صالة الجوازات بمطار القاهرة مرتديا الزى الوطنى لبلدى فكل من قابلنى قال لى كل سنة وانت طيب وطبعا أنا أعلم القصد منها ولكن ذلك شيء مشين بحق مصر فقد انشقت الأرض عن أمين شرطة عرض علي إنهاء إجراءات الجوازات بسرعة مصحوبة بالعبارة الشهيرة علما بأن الجوازات فى مصر من أفضل الإجراءات فى العالم وطبعا أعطيته المعلوم ثم وعند انتظار الحقائب أيضا ظهر آخر يطلب كعب كارت السفر ليحمل لى الشنط طبعا مع تكرار نفس العبارة الشهيرة كل سنة وأنت طيب.

وفور وصولى الجمارك ظهر آخر يحمل ليّ الشنط ليضعها على السكانر مع أنى استطيع وضعها ولكن ذلك تم بسرعة قبل أن التقط أنفاسى مصحوبة بالعبارة الشهيرة كل سنة وأنت طيب ثم خرجت من المطار وأحمد الله أن كان فى انتظارى صديق ليصحبنى إلى الفندق وفور وصولى الفندق تكررت نفس الأحداث مع حامل الحقائب والأمن الموجود فى الفندق وأمناء الشرطة المصطفين فى المدخل وحتى وصلت آمنا إلى غرفتى وأنا أتعجب من طريقة معاملة الخليجيين علما بأن هذا المشهد يتكرر عند خروجى ودخولى الفندق وتتكرر نفس العبارة الشهيرة كل سنة وأنت طيب.

أصبحت أتندر أنا ورفاقى الذين يزورون مصر فقد باتت تلك التهنئة مقرونة بزيارة مصر كأن يقول أحدنا أنا مسافر إلى القاهرة كل سنة وأنت طيب والحقيقة أننى أحرجت جدا من تلك الملحوظة الهامة التى أصبحت ظاهرة عامة وأذكر أننى كنت أذهب إلى النادى الرياضى بأحد الفنادق ولاحظت تلك الظاهرة البغيضة معى ومع الزوار العرب والسائحين الأجانب وحدث أن لفت انتباه المدير العام للفندق عن تلك الظاهرة فقام فورا بتغيير حاملى الحقائب والأمن وطلب من ضابط شرطة السياحة المختص تغيير أمناء الشرطة وبعد التغيير استقرت الأمور فترة وجيزة ثم عادت نفس الظاهرة البغيضة مع الوجوه الجديدة وللعجب أننى أثناء سفرى من مطار القاهرة أن وجدت أحد أمناء الشرطة إياهم ممن نقلوا من الفندق على كاونتر الجوازات وحاولت تفاديه كونى كنت أنهى أوراقى على كاونتر آخر لكنه لحقنى وقال ليّ أوحشتنا يا باشمهندس كل سنة وأنت طيب.

إذا كنا نسعى فعلا لتحسين السياحة وجذب أعداد كبيرة من السائحين والزوار العرب فيجب على وزارة السياحة التشديد على كافة الفنادق حسن اختيار القائمين على استقبال السائحين منذ وصولهم المطار وحتى مغادرتهم سالمين كما يجب على الداخلية التنبيه على منسوبيها حظر تلقى بقشيش من الزوار وحفظ كرامة السياحة والبلد وكونى سافرت إلى بلدان عربية وآسيوية وأوروبية عديدة فقلما وجدت هذه الظاهرة بفجاجة إلا فى مصر ولا عذر فى تطبيق تلك التعليمات بشدة فالمطارات والفنادق جميعها مراقبة بالكاميرات ويكفى ما يلاقيه السائح من أهوال فى الأسواق والمزارات السياحية من تنطع الجرسونات ومحترفى الشحاته فقد آن الآوان أن تنشط شرطة السياحة وتؤدى دورها وواجبها حفاظا على السياحة وكرامة البلد وكل سنة وأنتم طيبين.