خط أحمر
الخميس، 13 مارس 2025 02:21 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

صابر سكر يكتب: اتفاق دمشق وقسد.. خطوة نحو الوحدة أم تمهيد للتقسيم؟ تحولات مفاجئة في المشهد السوري

خط أحمر

في تطور سياسي وعسكري لافت، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اتفاقًا يهدف إلى دمج القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في مؤسسات الدولة السورية، يأتي هذا الاتفاق وسط تطورات متسارعة في الملف السوري، حيث برز الحديث عن سيناريوهات تتراوح بين تعزيز وحدة البلاد أو الدفع نحو تقسيمها عبر شرعنة الحكم الذاتي.
قسد.. القوة المسلحة في الشمال الشرقي
تعد قوات قسد الفاعل الأبرز في الشمال الشرقي السوري ، حيث تتمركز في مناطق غنية بالموارد النفطية والغازية، وهي النقطة التي جعلتها محورًا أساسيًا في الصراع بين القوى الدولية والإقليمية، فمن جهة، تؤكد واشنطن دعمها لحماية هذه المناطق، ومن جهة أخرى، ترفض تركيا أي كيان كردي مستقل على حدودها، مما يجعل الاتفاق بين دمشق وقسد محط أنظار الجميع.
بنود الاتفاق بين دمشق وقسد
• تضمن الاتفاق نقاطًا رئيسية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي السوري، أبرزها:
• ضمان حقوق جميع السوريين في العملية السياسية، دون تمييز على أساس الدين أو الطائفة .
• الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء أصيل من الدولة السورية .
• دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لقسد ضمن الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات.
• إعادة السيطرة على الموارد النفطية والغازية السورية، بعد أن كانت خاضعة لقسد لصالح الولايات المتحدة.
• وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، لإنهاء النزاع المسلح.
• تأمين عودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم، وضمان حمايتهم من قبل الدولة السورية .
• دعم الدولة السورية في مواجهة بقايا نظام الأسد والتهديدات الخارجية .
أبعاد الاتفاق.. وحدة وطنية أم مقايضة سياسية؟
يطرح الاتفاق تساؤلات عديدة حول النوايا الحقيقية للأطراف المشاركة ، خاصة مع ظهور معلومات عن غرف عمليات سرية تعاونت فيها قسد مع أطراف داخل السويداء وطرطوس، وهو ما يعزز فرضية مقايضة سياسية، حيث تضمن قسد مشاركتها في الحكم مقابل وقف تحالفها مع العلويين في الساحل، الذين يعتبرون بقايا نظام الأسد.
مواقف القوى الإقليمية والدولية
أمريكا: هل حصل مظلوم عبدي على إذن مسبق قبل توقيع الاتفاق، أم أنه تجاوز الدور الأمريكي؟
تركيا: كيف ستتعامل أنقرة مع الاتفاق وهي العدو الأول لقسد؟
السعودية: هل ستلعب الرياض دورًا في منع النفوذ الإيراني من العودة إلى سوريا؟
روسيا: هل قبلت موسكو بهذا التحول، أم أنه انتهاك للاتفاق السابق بين واشنطن وموسكو؟
الاتفاق بين الأمل والمخاوف
في حال تم تنفيذ الاتفاق بحسن نية، فقد يكون خطوة نحو وحدة سوريا ووقف النزاع، لكنه قد يتحول أيضًا إلى فخ سياسي يؤدي إلى تقسيم البلاد، خاصة إذا تم إقراره رسميًا عبر مجلس الأمن تحت ذريعة الحكم الذاتي.
في النهاية، تبقى التطورات القادمة هي الفيصل في تحديد مصير سوريا ، بين السلام والاستقرار أو الغرق في مزيد من الفوضى والتقسيم. الأمل أن يكون الاتفاق نقطة تحول إيجابية، لا شرارة لصراع جديد.
سوريا إلى أين؟
على الرغم من أن الاتفاق يحمل في ظاهره بوادر حلحلة للأزمة السورية، إلا أن هناك مخاوف حقيقية من أن يكون مقدمة لـ تقسيم البلاد تحت غطاء "الحكم الذاتي"، فالساحة السورية شهدت سابقًا اتفاقات مماثلة لم تترجم إلى واقع، بل تحولت إلى أدوات صراع جديدة بين القوى الإقليمية والدولية.
التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاق
هناك عدة عوامل قد تعرقل تنفيذ الاتفاق بين دمشق وقسد، من أبرزها:
الموقف الأمريكي: إذا كان الاتفاق قد تم دون موافقة مسبقة من واشنطن، فمن المحتمل أن تعطل الولايات المتحدة تنفيذه، خاصة أن قوات قسد كانت تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي.
الرفض التركي: تركيا تعتبر قوات قسد تهديدًا لأمنها القومي، ومن غير المرجح أن تقبل بوجود كيان كردي قريب من حدودها حتى لو كان ضمن الدولة السورية.
المعارضة الداخلية: بعض الأطراف السورية، سواء من داخل النظام أو المعارضة، قد ترفض الاتفاق باعتباره خيانة لوحدة سوريا أو مقدمة لتقسيمها .
التدخل الروسي والإيراني: من غير الواضح بعد ما إذا كانت موسكو وطهران ستدعمان هذا الاتفاق، خصوصًا أنه قد يهدد مصالحهما في سوريا، أو يخل بالتوازن الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة.
تأمين تنفيذ البنود: الاتفاق يتضمن إدماج قسد داخل مؤسسات الدولة السورية، لكن تنفيذ هذا البند يتطلب ضمانات حقيقية، وإلا فقد يتحول إلى مجرد خطوة شكلية دون تأثير فعلي على الأرض.
هل الاتفاق يعزز الاستقرار أم يشعل النزاع؟
إذا تم تنفيذ الاتفاق بحسن نية وبعيدًا عن الضغوط الدولية، فقد يكون خطوة مهمة لإعادة توحيد سوريا وإنهاء الصراع المسلح، خاصة أنه يشمل دمج المؤسسات العسكرية والمدنية، وإعادة السيطرة على الموارد للدولة .
لكن إذا كان الاتفاق مجرد مناورة سياسية من أحد الأطراف، أو إذا استغلته قسد كخطوة نحو فرض حكم ذاتي مستقل، فقد يكون بداية لمواجهة جديدة داخل سوريا، خاصة مع رفض العديد من القوى الإقليمية والدولية لهذا السيناريو.
ماذا بعد؟
في انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة، تبقى كل السيناريوهات مطروحة، هل يكون هذا الاتفاق بداية حل سياسي حقيقي ينهي سنوات من الحرب، أم أنه مجرد هدنة مؤقتة قبل أن تشتعل الأوضاع من جديد؟
المهم الآن أن تتحرك جميع الأطراف بحذر وحكمة لضمان نجاح الاتفاق، لأن أي إخفاق قد يعيد الأزمة السورية إلى نقطة الصفر، بل وربما يفتح الباب أمام مخططات التقسيم التي تخشاها جميع الأطراف.
الكرة الآن في ملعب القوى الفاعلة، والأمل أن تنتصر وحدة سوريا على حساب المصالح السياسية الضيقة.

صابر سكر اتفاق دمشق وقسد المشهد السوري خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة