في شهر المرأة.. مصر تواصل مسيرتها نحو الحقوق والمساواة والتمكين


يرتبط شهر مارس عالميا بالاحتفال بالمرأة، حيث يشهد عدة مناسبات مهمة تكرّس لدورها المحوري في المجتمع، أبرزها اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس، ويوم المرأة المصرية في 16 مارس، وعيد الأم في 21 مارس، وبهذه المناسبة، تنطلق في جميع أنحاء العالم فعاليات وأنشطة متنوعة تعكس التقدير لدور المرأة في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة.
اليوم العالمي للمرأة 2025: نحو حقوق متساوية وتمكين شامل
اختارت الأمم المتحدة شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات" ليكون عنوان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام، والذي يهدف إلى تعزيز الجهود نحو تحقيق المساواة في الحقوق والفرص، مع التركيز على تمكين الأجيال القادمة، وخاصة الشابات والفتيات المراهقات، باعتبارهن القوة المحركة للتغيير المستدام.
ويتزامن عام 2025 مع الذكرى الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل بكين، الذي يعد أحد أكثر الوثائق تقدماً في مجال حقوق المرأة، حيث أسهم في إحداث تغييرات جوهرية على مستوى التشريعات والسياسات الداعمة لتمكين المرأة عالميًا.
المرأة المصرية.. تقدم ملموس وإنجازات غير مسبوقة
ويأتي الاحتفال بشهر المرأة في مصر هذا العام في ظل إنجازات بارزة حققتها الدولة المصرية في مجال تمكين المرأة، بفضل دعم القيادة السياسية، والإصلاحات الدستورية والتشريعية التي عززت حقوقها في مختلف المجالات.
فخلال الفترة من 2014 حتى 2024، صدرت 19 قانونًا محوريًا و16 قرارًا إداريًا لدعم حقوق المرأة، تضمنت تغليظ العقوبات على التحرش الجنسي والتنمر وختان الإناث، إلى جانب تخصيص نسبة 27% من مقاعد مجلس النواب و14% من مجلس الشيوخ للمرأة، وهو ما رفع ترتيب مصر عالميًا في مؤشر التمكين السياسي للمرأة. كما تمكنت المرأة المصرية من الالتحاق بالنيابة العامة ومجلس الدولة لأول مرة بعد احتكار الرجال لهذه المناصب لعقود طويلة.
مكافحة العنف ضد المرأة.. جهود متواصلة
وفي إطار التصدي للعنف ضد المرأة، نفذت الدولة العديد من البرامج لتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية مثل النيابة العامة، وزارة العدل، وزارة الداخلية، ووزارة الصحة، كما تم تدريب أكثر من 7 آلاف من مقدمي الخدمات الصحية والقانونية والنفسية لضمان التعامل الأمثل مع الناجيات من العنف، وإنشاء 15 وحدة للمرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية و42 وحدة لمناهضة العنف داخل الجامعات.
وأُطلقت لأول مرة وحدة مجمعة للحماية من العنف ضد المرأة، إلى جانب برنامج تدريبي مجاني للصحة النفسية للمرأة، مما ساهم في تقديم دعم شامل لضحايا العنف.
التمكين الاقتصادي للمرأة.. دعم متزايد ومبادرات مبتكرة
وشهد مجال التمكين الاقتصادي للمرأة تطورات كبيرة، من خلال إطلاق برامج تدريبية في الزراعة المستدامة، الحرف اليدوية، وتجفيف المواد الغذائية، ودعم مئات الآلاف من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر عبر جهاز تنمية المشروعات. كما تم تسجيل أول علامة تجارية جماعية نسائية "تلي شندويل" في اليونسكو، وإطلاق الخطة الوطنية لتعزيز المساواة بين الجنسين في العمل، بهدف خفض معدلات البطالة بين النساء بنسبة 60% سنويًا.
وفي القطاع المصرفي، تم إطلاق أول نموذج محاكاة للبنوك بالتعاون مع بنك مصر، لتشجيع النساء على فتح حسابات بنكية واستخدام الخدمات المصرفية، إلى جانب تأسيس أول حاضنة لريادة الأعمال بالمجلس القومي للمرأة لدعم المشروعات النسائية. كما التزمت 104 شركات بمبادئ تمكين المرأة، في حين تعمل 30 شركة على تطبيق معايير ختم المساواة بين الجنسين بالتعاون مع البنك الدولي والمجلس القومي للمرأة.
الرعاية الصحية للمرأة.. مبادرات شاملة لتحسين جودة الحياة
على صعيد الصحة، شهدت مصر إطلاق "مبادرة دعم صحة المرأة" التي قدمت خدمات صحية لملايين السيدات في جميع المحافظات. كما تم تنفيذ مشاريع لتوفير بيئة عمل آمنة للمرأة، مثل "مشروع دعم وتهيئة بيئة عمل آمنة للمرأة في قطاع السياحة"، إلى جانب حملات التوعية بحقوق المرأة في أماكن العمل، والتنقل الآمن، والحد من الممارسات الضارة مثل الزواج المبكر والتسرب من التعليم.
الحماية الاجتماعية والإسكان.. رعاية متكاملة للمرأة والفتيات
في إطار توفير الحماية الاجتماعية والسكن اللائق، استفادت آلاف النساء من مشروعات الإسكان مثل حي الأسمرات وغيط العنب. كما تم إطلاق الحملة الوطنية "دوي يا نورة" للاستثمار في الفتيات، برعاية السيدة الأولى، بهدف تعزيز دورهن في التنمية.
مبادرات توعوية لتعزيز دور المرأة والمساواة بين الجنسين
ونفذت الدولة العديد من الحملات والمبادرات التوعوية، من أبرزها حملة "طرق الأبواب" التي تستهدف السيدات في القرى والنجوع لرفع الوعي بحقوقهن، برنامج "مودة" لتأهيل الشباب والشابات المقبلين على الزواج، حملة "لأني رجل" التي تسعى لإشراك الرجال في دعم قضايا المرأة.
وتثبت هذه الإنجازات أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تمكين شامل للمرأة، من خلال تبني سياسات داعمة، وبرامج عملية، ومبادرات مبتكرة، ما يجعل شهر مارس فرصة للاحتفاء بإنجازات المرأة المصرية ومواصلة العمل على تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.