شهد معبر رفح البري صباح اليوم، دخول دفعات جديدة من شاحنات المساعدات الإنسانية المصرية إلى قطاع غزة، وذلك استمرارًا للجهود المصرية في دعم الأشقاء الفلسطينيين.

تأتي هذه المساعدات في إطار حملة إغاثية موسعة، انطلقت من مختلف محافظات الجمهورية، تحت مظلة قافلة "تحيا مصر"، التي تجسد تضامن الشعب المصري مع سكان القطاع في ظل الظروف الإنسانية الراهنة.

وأكد مصدر بمعبر رفح، أن عمليات دخول الشاحنات مستمرة على مدار اليوم، حيث يتم تفريغ حمولتها داخل المعبر وفق إجراءات تنظيمية دقيقة، تشمل تسجيل المساعدات ووضع الباركود عليها، تمهيدًا لنقلها إلى الداخل الفلسطيني. وتتضمن القافلة مساعدات متنوعة، تشمل مواد غذائية، ومواد إغاثية ضرورية، لضمان توفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين في غزة.

وأشار مصدر في الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء إلى أن المساعدات تصل تباعًا إلى المنطقة اللوجستية في رفح، حيث يتم تصنيفها وجدولتها بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان سرعة وسلاسة دخولها إلى القطاع. وتمر الشاحنات عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم التجاريين، قبل تسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يتولى عملية توزيعها داخل القطاع، لضمان وصولها إلى المستشفيات، المراكز الإغاثية، والأسر الأكثر تضررًا.

وأفادت مصادر بمعبر رفح أن إجمالي الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة عبر المعابر المصرية منذ اندلاع الأحداث في 7 أكتوبر 2023، بلغ نحو 35 ألف شاحنة، بحمولة تقدر بنحو 750 ألف طن من المساعدات المتنوعة.

وفي إطار الدعم الإغاثي الدولي، استقبل مطار العريش حوالي 700 طائرة إغاثية، بحمولات تبلغ نحو 18 ألف طن من المساعدات المختلفة، مقدمة من 50 دولة عربية وأجنبية ومنظمات دولية. كما استقبل ميناء العريش البحري نحو 25 سفينة مساعدات من دول عربية وأجنبية، بحمولات تزيد عن 36 ألف طن، ما يعكس حجم التضامن الدولي مع قطاع غزة.

وتحظى هذه القوافل بدعم واسع من الشعب المصري، إذ شاركت العديد من الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في تجهيزها، تأكيدًا على عمق التضامن بين الشعبين المصري والفلسطيني. وتأتي هذه التحركات ضمن الدور الإنساني الذي تضطلع به مصر لدعم غزة، وسط تنسيق مستمر مع المنظمات الدولية والإغاثية لضمان استمرارية تدفق المساعدات.

إلى جانب إرسال المساعدات، تستمر مصر في استقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفياتها، حيث تم تجهيز منظومة طبية متكاملة لاستقبال الحالات الحرجة. وأوضح مصدر طبي بشمال سيناء أن الفرق الطبية تعمل وفق خطة متدرجة، تبدأ من مستشفيات العريش والشيخ زويد، ثم تنتقل الحالات التي تحتاج إلى رعاية متقدمة إلى مستشفيات الإسماعيلية والقاهرة.

وتعكس هذه الجهود الدور المحوري لمصر في دعم القضية الفلسطينية، وتأكيد التزامها التاريخي بمساندة غزة، سواء عبر المساعدات المباشرة أو الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تخفيف معاناة سكان القطاع.