محمد محفوظ يكتب: ”ترامب” أسمع كلامك أصدق.. أشوف أمورك (أشكر..)!
![خط أحمر](https://www.khtahmar.com/img/25/02/11/492038.jpg)
![](https://www.khtahmar.com/ix/GfX/logo.png)
عندما يفقد اللسان قدرته على الكلام، ويفقد الكلام قدرته على التعبير؛ يحل محله -بلا ادنى شك- الصوت اللآخر الذي يعتبره الكثير من الناس بأنه فعل غير مهذب، وإن شئت قل فعل يدل على انعدام الأخلاق وغياب التربية.
ولكن في قناعاتى المنطقية، أرى بأن ما يفعله هذا ال "ترامب" يفوق ذلك الصوت المذموم وهذا الفعل الغير أخلاقي، ولا سيما بتصريحاته التي يطلقطها هذا ( الأهطل) على الملأ وأمام العالم أجمع.
فترامب الذي يبدو أنه فقد عقله, قد وعد العالم قبل الإنتخابات الأخيرة كمرشح جمهوري ؛ بأنه في حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية سيعمل فورا على إحلال السلام الحقيقى والدائم فى الشرق الأوسط، معتبرا أن الأوضاع فى تلك المنطقة سيئة للغاية وما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد.
ولكن بعدما فاز ودخل البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أنه فقد عقل واصابه الجنون وانتابته حالة من الهطل السياسي فأسقط كلمة (السلام) من ادبياته وقاموس سياساته الغواغائية لتصبح والعدم سواء، بل وفاجئ العالم كله بإستثناء الكيان المحتل بالعنصرية والغطرسة، والدعوة الي تهجير شعب بأكلمه واعطاء ما لا يملك ما لا يستحق وكأنها تركة أبويه.
وكأن التاريخ يعيد نفسه ، فبعد مرور أكثر من مائة عام على وعد بولفر، يطل علينا مجددا هذا (الأهطل) ترامب ليعيد تكرار هذا المشهد بقرار جديد، بوعد جديد للكيان المحتل، وهو تهجير الشعب الفلسطيني بأكمله وترحيله من أرضه ووطنه لكى تصبح غزة من وجهة نظر ترامب منتجع سياحي يمتلكه الأب الأمريكي ويورثه لإبنته الصغرى "اسرائيل" وبهذا تصبح غزة بفضله «ريفييرا» الشرق الأوسط. لكي تنافس منتجع «مارالاجو» الذى يمتلكه ترامب في فلوريدا، متناسيا أن الزمان غير الزمان والارض ليست ملك الغزاويين فقط بل ملك العرب أجمع .
ومتغافلا أن مثل هذه التصريحات وإن دلت فإنما تدل عن عنجهية امريكية فارغة، رغم اعتقادي بأن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها قطب دولى قوي، ينبغي على إدارتها التريث وتحكيم العقل وتغليب مصلحتها في المنطقة، كما أؤكد لكم أن من يستطيع أن يحكم أكبر دولة في العالم لدورتين ينبغي أن بكون لديه قدر عال من الذكاء والفطنة .
ومن ناحية أخرى يجدر التأكيد على أن البعض قد يخطئ حين يفسر تصريحات ترامب على أنها مجرد عملية إلهاء بتصريحات عنجهية لا تغني ولا تسمن من جوع وهدفها هو تعديل بعض القرارت الداخلية الخاصة بالملفات الأمنية بالشأن الأمريكي، وأن ترامب يستخدم نظرية "بُص العصفورة" تلك الألية التي كنا نلهي بها اطفالنا الصغار ، وتتلخّص فكرتها في محاولة إلهاء الطفل من خلال أن تشير إلى مكان ما وتطلب منه أن ينظر إلى عصفورة لم تكن موجودة في الأصل، فيتناسى الطفل طلباته ويبدأ في البحث عن العصفورة.
فالرئيس الأمريكي " ترامب لا يحتاج إلي كل هذا ، لأنه جاء لدورته الثانية لتنفيذ مخططات وأجندات أمريكية اسرائيلية،
ولكن الغريب بالنسبة لي هو أن الكثير من دول العالم متعجبة من التصريحات الحالية لتاجر البشر ومقاول البيزنس "ترامب "، وتناسى بعضهم دعوة ترامب من قبل فى ديسمبر 2017 بالإعتراف الرسمي بأن القدس المحتلة هي عاصمة لإسرائيل. كما ينبغي أن تتذكر عزيزي بأن عبارة " فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" قالها الإنجليز بصدور وعد بلفور من قبل ، واليوم جاء هذا الأهطل "ترامب " ليترجمها على أرض الواقع بدعوته بتهجير الشعب الفلسطيني بأكمله من أرضه، كما يجب علينا جميعا أن نتعلم من التاريخ ، وإلا ما الجدوى من تدوينه في كتب ؟!!
كما يجب أن نحيي بين أجيالنا قصصه ورواياته لنأخذ منها العبرة والعظة، وونعلمهم بأن في الإتحاد قوة، والقوة تقود إلى النصر ، أما التفرق والتمزق ضعف، والضَعف يسوقنا لمرار الهزيمة.
والتاريخ خير شاهد على ذلك، فقد اتحدَّ المسلمون في غزوة بدر، فانتصروا، واختلفوا في غزوة أُحد فانهزَموا .
كما أتمنى ألا نتناسى أنه وفي العصر الحديث عندما استغلت بريطانيا الظروف التي آل إليها حال الدولة العثمانية من ضعف وترهل أدت إلى تفككها ، فكانت اتفاقية سايكس بيكو 1916 التي سبقت وعد بلفور، إذ أصبح للانجليز يومها وصاية استعمارية على أرض فلسطين.
وختاما يمكنني القول أنه :
بين وعد بلفور التاريخي ووعد هذا الأهطل السياسي ترامب الآن لهذا الكيان المحتل, يوجد وعد أقوى وأعظم وهو وعد الله، والذي نؤمن به جميعا ، فهو الوعد الصادق .
أما وعودهم جميعها فباطلة، وما يفعلوه من مخططات لإحتلال أرض فلسطين العربية ماهو إلا تنفيذ لإرادة الله بأن يكونوا كلهم فى مكان واحد حتى يقضى الله وعده الحق .
ولا نملك إلا الدعاء بأن يحفظ الله مصر وفلسطين والأمة العربية جميعا، بل يحفظ الله كل دولة تدعوا للسلام العادل الذي يدعو للمحبة والوحدة على هذه الأرض، ولا أقول السلام ختام ، فالسلام هو بداية كل كلام .