خط أحمر
الجمعة، 7 فبراير 2025 05:08 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور أحمد عبود يكتب: بالوحدة العربية.. نستعيد مفاتيح القدس

خط أحمر

بالوحدة العربية، نستطيع أن نعيد استلام مفاتيح القدس، كما فعلها عمر بن الخطاب من قبل، وكما استعادها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين. القدس لم تسقط يومًا إلا حين تفرّق المسلمون، ولم تُستعد إلا حين توحّدوا تحت راية واحدة، تجمعهم العقيدة والمصير المشترك.

القدس بعد فتح عمر بن الخطاب

عندما فتح المسلمون بيت المقدس عام 15هـ (636م)، تسلّم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح المدينة بنفسه من البطريرك صفرونيوس بعد حصار طويل، وكان ذلك رمزًا لتسامح الإسلام وعدله. بقيت القدس في يد المسلمين تحت حكم الخلفاء الراشدين، ثم الأمويين الذين قاموا بتطويرها، حيث بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة، وأكمل الوليد بن عبد الملك بناء المسجد الأقصى.

مع ضعف الدولة العباسية، بدأت الاضطرابات، وسيطر الفاطميون عليها في القرن العاشر الميلادي. لكن التحوّل الأكبر جاء عام 1099م، عندما اجتاحها الصليبيون بعد حصار دموي، وارتكبوا مجازر مروعة بحق سكانها، في واحدة من أسوأ صفحات التاريخ.

تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي

بعد 88 عامًا من الاحتلال الصليبي، وحّد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الأمة الإسلامية، واستطاع بعد معركة حطين عام 1187م استعادة السيطرة على المدينة. سلّم الصليبيون مفاتيح القدس بعد حصار طويل، وأعاد صلاح الدين المسجد الأقصى إلى المسلمين، وطهّره من آثار الاحتلال، في مشهد تاريخي يجسّد العدل والتسامح.

لكن النزاعات الداخلية بين المسلمين بعد وفاة صلاح الدين جعلت المدينة تسقط مجددًا في أيدي الصليبيين لفترة قصيرة عام 1229م، ثم استعادها المسلمون بقيادة الخوارزميين عام 1244م، ومنذ ذلك الحين بقيت تحت حكم المماليك ثم العثمانيين.

الاحتلال البريطاني والصهيوني

في عام 1517م، دخل العثمانيون القدس وظلت تحت سيطرتهم أكثر من 400 عام، حتى سقطت في يد البريطانيين عام 1917م، عندما سلمها حاكمها العثماني حسين الحسيني للجنرال البريطاني إدموند ألنبي. ومنذ ذلك الوقت، بدأت المؤامرات لإقامة كيان صهيوني على أرض فلسطين، حتى تحقق ذلك عام 1948م بإعلان "دولة إسرائيل" واحتلال القدس الغربية، ثم احتلالها بالكامل عام 1967م.

الوحدة العربية.. الطريق لاستعادة القدس

اليوم، الاحتلال الصهيوني يعيث فسادًا في الأرض المباركة، ويعمل على تهويد القدس وتغيير هويتها، مستغلًا تفرّق العرب وضعف القرار السياسي. لكن كما أن التاريخ سجّل سقوط القدس، فقد سجّل أيضًا كيف استعادت الأمة مجدها حين توحّدت، وكيف استلم صلاح الدين مفاتيح المدينة بعد أن جمع المسلمين تحت راية واحدة.

إن وحدة العرب ليست مجرد شعار، بل هي السبيل لاستعادة الحقوق وتحرير المقدسات، وحين نجتمع على قلب رجل واحد، سيكون يوم استلام مفاتيح القدس مرة أخرى يومًا مشهودًا، تكتبه الأجيال القادمة كما كتبوا من قبل عهد الفتح والتحرير.

الدكتور أحمد عبود الوحدة العربية مفاتيح القدس خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة