خط أحمر
الخميس، 30 يناير 2025 07:02 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

علي عبد الرحمن يكتب: منظومة الإعلام وإظهار الدور المصري

خط أحمر

منذ الجمهورية الأولى بعد ثورة يوليو 1952 ودور الإعلام المصري رائد في أفريقيا والمنطقه العربية ودول عدم الانحياز، وقتها كانت الإذاعة المصرية رغم فقر إمكاناتها تعبر وتسوق وتوضح حجم دور مصر في كافة مسارات التحرر الوطني والتعليم والإعلام والدعوة والتنوير حتى أفرزت هذه الجهود الإعلامية.

إضافة إلى دور المسرح والأزهر والكنيسة ثم التليفزيون لاحقا، أفرز كل ذلك مدى قوة مصر الناعمة وأثرها على تشكيل أجيال محبة لمصر، معترفة بفضلها، مخلصة لشعبها، ومن هؤلاء الأجيال قادة وروادا في دولهم.

وظلت هذه الأجيال منتمية إلى مصر وكل ما له علاقة بها من لهجتها وفنها وإعلامها وروادها، ومع تطور منظومة الإعلام المصري أفقيا لتشمل عشرات المحطات الإذاعية وعشرات القنوات التليفزيونية وعشرات المواقع والصحف وسيلا من الفنون المسرحية والدرامية والغنائية والسينمائية.

والتطور الرأسي تقنيا وإنفاقا، ما يستلزم توسعا وترسيخا لمكانة مصر ودورها في المنطقه وقارتنا وقضايا العالم بما يلائم حقيقة الدور المصري وحقيقة ضخامة منظومة الإعلام المصرية.

ولكن هذا لم يحدث بالقدر الملائم للدور والمكانة، لأسباب عديدة منها ترهل الإعلام الرسمي وتراكم مشاكله وانسحابه من سوق المشاهده والتأثير، وأيضا انخراط (الإعلام) الخاص في أمور سطحية وملاسنات، وإنتاج يدر دخلا فقط دون النظر عن خدمة أهداف الوطن واستراتيجياته.

ورغم أن دولا حولنا ضخم إعلامها دورها فوق واقعه كما فعل (الإعلام) القطري، والإعلام الإماراتي والإعلام السعودي، وإعلام دول أخري صغيرة أو كبيرة، حتى بدأ التسويق لدور دولهم على أنه الأكثر فاعلية والأهم تأثيرا والأجدر نفوذا في منطقتنا والعالم.

بل وتمدد نفوذ إعلام بعض الدول إلى مناطق نفوذ إعلام مصر في الداخل وفي الخارج المحيط بنا، واستمرت هذه المنظومات الإعلامية في تجويد خططها الوطنية وتحسين محتواها ووضع كل جاذب لرسائلها والمنافسة المقصودة برامجيا ودراميا وإخباريا، حتى أصبحت مصدرا لكثير من أهل مصر وشعوب المنطقة.

لم يلتفت صناع السياسات الإعلامية المصرية وصناع المحتوى إلى ما يتنامى من حولهم أثرا وتأثير صناع السياسات الإعلامية المصرية، ولم يلتفت صناع السياسات الإعلامية المصرية وصناع المحتوى إلى ما يتنامى من حولهم أثرا وتأثيرا، ولم نقدم محتوى تنافسيا أو سبقا إخباريا أو تدعيما لقوى الريادة المصرية ذات البساط المنسحب تدريجيا.

مع استمرار الإعلام الرسمي في تقوقعه وظهور وسائل إعلامية خاصة كان الأمل في التعبير عن دور مصر والتغيير الإيجابي الحاصل في جنبات الحياة فيها، كان الأمل معقودا على هذه الوسائل الخاصة أن تعوض تراجع جهود الإعلام الرسمي في مجال تسويق وترويج وتأصيل دور المحروسة في المنطقة والقارة والعالم أجمع.

ولكن ذلك لم يحدث، وظهرت أدوار إقليمية مؤثرة رغم ضخامة الدور المصري، ولكن هناك أبواق إعلامية مهنية ذات خطط علمية مدروسة الأداء والنتائج تبرز وبشكل مهني أدوار دولهم والتطور الحاصل فيها داخليا وخارجيا.

وأبواقنا لا تبرز النذر اليسير من دور مصر وجهودها في محيطها الإقليمي والدولي، مما أشاع تراجعا في الدور المصري لصالح دول أخرى، ومما فتح الباب أمام الشائعات ومروجيها بالداخل والخارج إلى الترويج لتراجع الدور والتأثير بل والتطاول أحيانا على مصر ومؤسساتها ورموزها ودورها.

هذا بدوره أغضب رجل الشارع وزاد من الضغوط عليه وأحبط الكثيرين من منظومتنا الإعلامية المتوسعة أفقيا ورأسيا إسرافا وتسطيحا دون مردود وطني على مصر وشعبها ودورها وجهودها وعلى أبنائها في الخارج أيضا.

ومع جهود مصر التاريخية في قضية فلسطين وجهودها في استقرار ووحدة ليبيا والسودان وسوريا واليمن، بشكل لا يقاربه دور إقليمي آخر، ومع كل التطورات في الداخل المصري، مع كل ذلك لم يفلح إعلامنا في التسويق لهذا الدور الفعلي الكبير، وتضاءلت رسائلنا الوطنية أمام أبواق الإعلام في منطقتنا.

ومع أن العالم يتغنى بأدوار دول شقيقة حولنا في هذه القضايا إلا أن ما يبث عن الدور المصري سواء على ألسنة مقدمي الخدمة الإعلامية أو نجوم الشاشات والمحطات أو حتى متحدثي الحكومة والوزارات والهيئات لايرقى أبدا لعظمة وتأثير دور مصر العظيم.

والسؤال: هل هذا الأداء الإعلامي المتضاءل عن الدور المصري مقصودا وموجها، والإجابة قطعا لا، فمهم أن تعرف الشعوب دور مصر لخدمة قضاياهم، ومهم للدول أن تعلم حجم الدور ونفوذ إعلام مصر خاصة مع ريادتنا وكوادرنا وخبرائنا في مجال الإعلام والترويج الإعلامي ووضع الخطط والسياسات الإعلامية التي تعبر عن استراتيجية مصر إقليميا ودوليا.

والسؤال: ونحن لدينا مجلسا أعلى لتنظيم الإعلام وهيئات وطنية للإعلام والصحافة ونقابات للإعلام والصحافة والإعلام الإلكتروني، ولدينا روادا للمهنة التي أدخلوها في كل دول المنطقة، ولدينا خيرة خبراء الإعلام في منطقتنا ولدينا أئمة أساتذة الإعلام في المنطقه ولدينا خبراء السياسة والتخطيط.

فما الذي يمنعنا من مطابقة الأداء الإعلامي للدور المصري، وتقديم ما يعبر عن مكانة مصر ومكانتها، وما يعيد الثقة في الداخل لاستمرارية الدور المصري وعدم تراجعه، ومايطمئن أبناء مصر في الخارج لمتانة الدور والمكانه لبلدهم.

هذا يتطلب لجنة عليا للتخطيط لمنظومة (الإعلام) المصري الرسمي والموازي والخاص تضم خبراءا من السياسيين والإعلاميين من صناع المحتوى ومن واضعي الخطط العلمية لتضع خطة قومية استراتيجية لمنظومة إعلام مصر تحدد الأهداف والغايات، والوسائل والرسائل.

وترصد وتقيم، وتوجه وتصوب، حتى يظهر للقاصي والداني دور مصر في قضايا المنطقه والعالم، وحتى يسترد المواطن والمغترب ثقته في دور ومكانة بلدهم ومسئولية إعلامهم، وهذه ليست مهمة الإعلام الرسمي والموازي فقط بل والخاص والمستقل أيضا.

ولا ضير في ذلك فقد سبقتنا في ذلك المملكة المتحدة وغيرها، حيث قررت على كل وسائل الإعلام الخاصة دورا ونسبة من مساحات البث للخدمة الوطنية العامة، وليس أهم من ذلك سوى دور ومكانة وسمعة مصر المحروسة.

خاصة في زمن الشائعات وغياب المعلومات وتنامي أدوار لدول وأبواق لم تكن تحلم بهذا الوضع منذ سنوات حيث كانت يد مصر هي الطولى وصوتها هو الأعلى ونفوذها هو الأقوى وريادتها هي السائدة.. حمى الله مصر أرضا وشعبا ومؤسسات، وألهم إعلامها صوابا مطلوبا.. آمين، وتحيا دوما مصر.

مقالات خط أحمر الإعلام الإعلام المصري خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة