الشيماء يوسف تكتب: الإعلام والوعي السياسي


لا شك أن الإعلام يغير في طريقة عمل الوعي السياسي للمواطن، ولابد أن يكون الفرد متفهم مهمنة المؤسسات السياسية وتعاونها مع المؤسسات الإعلامية سواء كان ظاهرا أم ضمنيا و هذا ليساعد على التطور والقيام بدور سياسي متماشي مع الوعي.
وتنطلق أغلب الآراء والمقولات حول الوعي بصورة عامة والوعي السياسي بشكل خاص، وفق نمطية متكررة تتخذ من معطيات لونية بلاغية مغايرة شكلاً عن سابقتها كذريعة لفرض ممكناتها باسم التجديد والتطور، على الرغم من أنها في الأصل تحمل المضمون نفسه، والنسق نفسه، والتوجه نفسه، بحيث يلاحظ المتابع الواعي أن تلك المقولات والآراء ليست إلا كإسطوانة تكرر نفسها فما أن تنتهي حتى تبدأ بالدوران مرة أخرى، ولكن ربما بإيقاع ظاهري مغاير يظهر لمن لديه الاستعداد بالتلقي بأنها مختلفة.
هذا الأمر بات يؤرق العاملين على تطوير بنية الفرد داخل المجتمعات، ويؤرق في الوقت نفسه المختصين في المجالات الحياتية المنوعة والمختلفة من سياسة واقتصاد واجتماع، ولعل أكثر ما يؤرق حتى الشرائح المثقفة أصبح ما يتعلق بالوعي السياسي، حيث بات الكل محللين سياسيين، وأصبح الكل من مكانه يطلق الآراء ويحكم على المسارات التي تتخذها الحكومات، وليس بمخفي عن المتابعين دور وسائل الإعلام اللاواعية، والإعلام التجاري ، والإعلام الحزبي المعارض في هذه الإشكالية، بحيث تحولت المجتمعات التي لم تتبنى الوعي كمنطلق أساسي لصيرورتها التطورية أشبه بالمختبرات "فئران مختبرية" تمارس الدول الكبرى اختباراتها عليها وبمساندة واضحة من وسائل الإعلام التي لاتنتهج أية وسيلة أكاديمية في البحث عن مصدر الإشكالية وتقديم حلول منطقية تناسب الواقع.
لا للأفكار الحزبية أو حتى التوجهات الإقليمية والأجندات التي تعمل تلك القنوات الإعلامية تحت تصرفها، ووفق أهدافها، وذلك لأن مصطلح الوعي السياسي مرتبط من الناحية الواقعية بالوقائع والأخبار، باعتبارها افرازات قوى الواقع التي تقذف إلى ساحة الاهتمام بقضايا متجددة.. تؤثر على الإنسان تأثيراً مباشراً، ومن هنا يأتي الاهتمام الكبير بوسائل الاتصال " الإعلام " من قبل القوة المتعارضة والمتصارعة.. سواء في أوقات السلم أم في أوقات الحرب.. بل ويمكن ملاحظة ظاهرة الإعلام حتى في العلاقات الفردية والجماعية المحدودة.
لا يمكن حصر التعريفات فيما يتعلق بالوعي السياسي، لأنها في الأصل تأتي وفق الرؤية الخاصة بالمجتمعات، ووفق الأنظمة التي تتبناها تلك المجتمعات، ولكن غالباً ما توجد خيوط مشتركة بين تلك الآراء ، ومن تلك الآراء تعرف الوعي السياسي على أنه مدى معرفة وإدراك واهتمام الناس بالقضايا والمؤسسات والقيادات السياسية على مختلف المستويات المحلية والقومية والدولية فيما يرى البعض أن الوعي السياسي هو عملية تطورية لاكتساب المعلومات والقيم السياسية ومن هذه المعلومات يُكَون الفرد فهمه للمؤسسات والرموز والظواهر في البيئة السياسية من حوله، ليساعده على التطور والقيام بدور سياسي نشط.
وفي النهاية كما تعودنا في كتابة مقالاتي فيما يخص الشأن السياسى والمجتعمي وأدوار الإعلام به أحب أن أوضح وأشير أن لا إعلام ولا خطط سياسية ولا برامج إعلامية أو مجتعمية ممكن أن تغير فرد ومجتمع إذا لم يكن هذا التغير نابع من الأفراد ومن ثمنه ينعكس على الجماعات والأسرة، والتربية المجتمعية السليمة هي النواة الأولي لكل هذا وهذا ليس اعتقادي العلمي أو السياسي أوبحكم عملي وخبرتي الإعلامية فقط أو بحثي السيكولوجي لا والله هذا بناء على دراسات علمية وتجارب دولية فيما بعد سوف أروي هذا في مقالي القادم بالتفصيل.