أكد الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، الدكتور محمد عبدالله العلي، ضرورة التعامل مع التحديات التي تفرضها التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، لاسيما في المجالات المتعلقة بالأمن السيبراني، واحترام الخصوصية والتنوع، وسن التشريعات التي تقنن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحول دون توظيفه في الإضرار بالأمن الوطني والمجتمعي للدول والشعوب المختلفة.

جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية والازدهار: رؤى وتصورات للمستقبل"، برعاية إعلامية من قبل وكالة أنباء الشرق الأوسط وجريدة الاتحاد الإماراتية، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين، اليوم الإثنين ، بمقر مركز المعلومات بالعاصمة الإدارية الجديدة .

وأوضح أن العالم اليوم يشهد واقعا يعكس في كافة تفاصيله ومؤشراته تحول العالم السريع لعصر الذكاء الاصطناعي؛ ذلك العصر الذي يبشر بفرص هائلة للإنسانية، اقتصادية واجتماعية وثقافية ومناخية، لكنه في الوقت نفسه يخلق تحديات عديدة يجب ألا نغفل عنها، ونحن نعزز جهودنا لاستشراف المستقبل.

وأشار إلى أن خريطة الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي ستكشف عمق التنافس بين أقطاب العالم لاقتناص فرص المستقبل. فبينما تشير التوقعات لوصول استثمارات القطاع الخاص بالذكاء الاصطناعي عالميًّا خلال العام الجاري 2025 إلى نحو 158 مليار دولار، فإن ثلثي هذه الاستثمارات ستتركز في الاقتصادين الصيني والأمريكي.

وأضاف أن التحديات التي تواجه عالمنا باتت من التشابك والتعقد والتطور لدرجة أن دولة واحدة، مهما بلغت قدراتها، لا تقدر على مواجهتها منفردة، مضيفا أن ذلك يدعونا إلى التأمل في مستقبل يحكمه التعاون التكنولوجي الدولي، ويقوده التنافس الحميد بين قادة العالم وأقطابه.

ونوه بأن دولة الإمارات نموذج بناء على المستويين الإقليمي والدولي في هذا الإطار، سواء عبر تطوير قدراتها الوطنية في مجال تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الإماراتي، أو عبر دعم التعاون التكنولوجي بين دول وأقاليم العالم، سواء ببنائها الشراكات والتحالفات الاستراتيجية الراسخة مع أقطاب التكنولوجيا في العالم، أو توسيعها الاستثمارات في وجهات دولية متنوعة، مع إطلاقها المشاريع والمبادرات لتمكين الدول الأقل دخلًا، ولاسيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، للدخول السريع في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.

كما أكد الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، الدكتور محمد عبدالله العلي، حاجة العالم إلى تسخير قدراته جهوده، لتعزيز قوى النمو الاقتصادي، حيث باتت أشد من أي وقت مضى. ولذلك؛ فإن دعم النمو العالمي بمعدل يفوق توقعات صندوق النقد الدولي لعام 2025 والتي تدور حول 3.3% يتطلب الانتقال من التنافس إلى التعاون في المجالات كافة، وعلى رأسها تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الازدهار العالمي والتنمية المستدامة.

واستطرد قائلا إنه من بين الجهود التي نرى أهمية بذلها لتسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة مستقبل التنمية، هو استلهام التجارب الناجحة في مجال دمج الذكاء الاصطناعي في مسارات التنمية، وتعزيز التعاون الدولي بما يسهم في دعم القدرات الوطنية للدول، بغض النظر عن مستوياتها التنموية، للاستفادة من الإمكانات التكنولوجية للثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الانفتاح على تطبيقات "سلسلة الكتل"، و"شبكات الجيل السادس"، و"الأمن السيبراني"، و"إنترنت الأشياء"، و"الميتافيرس"، و"الروبوتات".

وفي ختام كلمته، أعرب عن شكره للشركاء الإعلاميين؛ لدورهم الرئيسي في إنجاح هذه الندوة، وهم: وكالة أنباء الشرق الأوسط، ومركز الاتحاد للأخبار.

كما قام الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، الدكتور محمد عبدالله العلي، بتكريم وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط تقديرا لجهودها وإسهاماتها في مجال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة.